فى مشهدٍ قضائى غير مسبوق يحاكم المخلوع الذى خرب مصر طيلة ثلاثين عاماً من حكم الفساد المالى والسياسى وقمع المعارضة، واختتمه بقتل مئات المتظاهرين فى ثورة 25 يناير.
فى هذا المشهد نرى أوراق القضية مائة وستين ألف ورقة، ونرى شهوراً طويلةً من المحاكمات يحصل فيها المخلوع على حقوقٍ فى الدفاع والتقاضى لم يحصل عليها مواطنٌ شريفٌ فى فترة حكمه القمعية.
يا أصحاب الضمائر .. يا أيها الأحرار في كل مكان !!! أين هذا من مهازل القضاء التى ملأت جنبات المحاكم المصرية طيلة خمسة عشر شهراً بعد كارثة الانقلاب الدموى ، رأينا الحكم على فتياتٍ قاصراتٍ وعلى شبابٍ أحداثٍ وعلى متظاهرين سلميين يحكم عليهم بالمؤبد ، ويتجدد الحبس الاحتياطى بلاسقفٍ وبلا حدودٍ ، حتى بلغ الأمر ذروة المأساة حينما حكم قاضى المنيا فى نصف ساعة بالإعدام على مئات الأبرياء والشرفاء ، دون أوراق أو دفاع أو أى مظهر أو شكل للتقاضى، ورأينا أحكام الإعدام والمؤبد على تهمة ( قطع طريق ) لم تحدث أساساً... وغير ذلك من الأحكام الباطلة.
إن كلمات القضاء المسيس والقضاء غير النزيه هى تشويه لصورة الحقيقة .. إننا أمام جلادين قتلة بعضهم يركب الدبابة وبعضهم يحرق الجثث ويحرق المصابين أحياء، وبعضهم يجلس زوراً وبهتاناً على منصات القضاء، ليرتكب نفس جرائم قتل النفس التى كرمها الخالق – سبحانه وتعالى – وحرم قتلها إلا بالحق .. قال تعالى : " مِن أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسَاً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعَاً ) ..
فويل لهؤلاء القتلة من غضبة الشعب وقصاصه فى الدنيا ومن عقاب الجبار فى يوم تشيب لهوله الولدان.
والله أكبر ولله الحمد
والله أكبر وعاشت مصر حرة