ربما تسمع خلال الأيام المقبلة عن شهيد جديد من شهداء الانقلاب، أو ضحية من ضحايا داخلية العسكر في مقابر مصر، التي يطلق عليها مجازا "السجون".
لا شك أنك قد تبدي تعجبا أو دهشة من تلك الملاحظة، إلا أنني أؤكد لك أنك لم تخطئ السمع، بل من المتوقع أن ينضم الشاب المعتقل "محمود البربري" إلى قوائم الضحايا الذين ارتقوا في سجون الانقلاب منذ يوليو 2013 وحتى الآن، والذين قدرت منظمات حقوقية أعدادهم بـ300 شخص.
"البربري" شاب مصري يبلغ من العمر 36 عاما، تم اعتقاله عقب الانقلاب مباشرة، وذلك في ١٦ أغسطس ٢٠١٣، ومنذ ذلك اليوم يتنقل في ظلمات السجون إلى أن وصل إلى مقبرة "العقرب".
وبسبب الإجراءات الظالمة التي تتخذ ضده، دخل في إضراب عن الطعام، ما أدى إلى وضعه في التأديب، وتعرضه للإيذاء النفسي والجسدي، مع تهديده بالقتل لإنهاء الإضراب، وذلك بمشاركة من إيهاب أبو سمرة، رئيس مباحث سجن العقرب.
وحين انتقل "محمود" إلى مستشفى الليمان فك إضرابه جزئيا، وتمت إعادته إلى "العقرب"، ولذلك أضرب "كليا" عن الطعام مرة أخرى منذ يوم ٥ أغسطس، ما أدى إلى تدهور حالته سريعًا؛ لأن الفترة الزمنية قليلة بين الإضراب الأول والثاني.
وحين تم نقل "البربري" إلى المستشفى مجددا تم تقييده بالسلاسل في السرير، حتى يتم وضع محاليل رغما عنه لإنقاذه من الموت، وحين ذهبت زوجته لزيارته مؤخرا قال لها أحد مجرمي السجن: "لما يموت هنبعتلكم".
زوجته أشارت إلى أن زوجها دخل الإضراب "رفضا للظلم الواقع عليه ومقاومة للانتهاكات التي تحدث ضده في الليمان، والتي تهدد بقتله داخل السجن".
"محمود" لديه 3 بنات، لا يرونه إلا مرة في الشهر، ومن خلف حاجز زجاجي، وتدهورت حالته بشكل كبير، وفي المستشفى انخفضت نسبة السكر في جسده، ما أدى إلى دخوله في غيبوبة كاملة.
والمعتقل الشاب محجوز على ذمة القضية الملفقة "غرفة عمليات رابعة"، والتي تم نقض حكها، لتتم إجراءات المحاكمة من جديد، رغم حبسه منذ 3 سنوات كاملة.