"إذا قمت بإغلاق عينيك عن التعذيب فبإمكانك أن تواصل عملك قاضيًا".

جاء ذلك في سياق ما نقله موقع آر  بي أو نلاين الألماني عن المحامي الحقوقي نجاد البرعي، ومنظمات حقوقية بارزة،  مثل "مركز هشام مبارك للقانون"، مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، والمركز المصري لحقوق المرأة.
 
وتابع الموقع الألماني: " نشطاء حقوق الإنسان فى مصر يدقون ناقوس الخطر، وذلك بسبب استمرار سلطات الانقلاب في مصبر انتهاكاتها لحقوق الإنسان، معبرين عن خيبة أملهم تجاه التدمير الذى يحدث فى النظام القضائى المصري".
 
وفي  الأشهر ال 18 الماضية وثقت  منظمة "المجموعة المتحدة"، التى يرأسها نجاد البرعي، 465 حالة تعذيب في مراكز الاحتجاز وأعلنت عنها، ولكن بمجرد أن أراد قاضيان العناية بهذا الأمر، والمشاركة في إعداد مشروع قانون يتعلق بالتعذيب،  تدخلت سلطة الدولة لتشويه سمعتهما، وليس للتحقيق فى قضايا التعذيب.
 
وذكرت تقارير أن القاضيين عاصم عبد الجبار وهشام رؤوف فوجئا بأخبار عن  ندب قاض للتحقيق معهما جراء مشاركتهما في إعداد مشروع القانون، وفي ورشة الخبراء التي نظمتها المجموعة المتحدة.
 
كما تلقى البرعي  استدعاء  للمثول  لسماع أقواله ضمن التحقيقات الجارية مع القاضيين المتهمين بالتعامل مع منظمة غير شرعية -بالإشارة إلى المجموعة المتحدة.

 
ووفقا للتقرير، فإن المجموعة المتحدة تشكل تهديدا لأمن البلاد، من وجهة نظر  سلطات الانقلاب العسكري ، للمطالبة بضرورة التزام القاهرة بالمادة 93 من الدستور المصري التى تنص على الالتزام بالمعاهدات الدولية لحقوق الإنسان المصدق عليها.
 
 واعتبرت المنظمات الحقوقية، في بيان مشترك، أن الجريمة الحقيقية تتمثل فى التدمير الحالي للنظام القضائي لمصر، فليس من المعقول ان يكون إهتمام القاضى بالمصلحة العامة أمر يعاقب عليه القانون، ولا سيما إذا كان يندرج هذا ضمن نطاق الدستور. ومن ناحية أخرى، ثمة اتفاق غير معلن بقبول أحكام الإعدام الجماعية أو السجن مدى الحياة دون معارضة، كمايتضح الأن فى محاكمات الإخوان المسلمين وأعضاء الحركة الثورية، 
 
وأستطرد البرعى: "وحتى الرئيس محمد مرسي قد حكم عليه بالإعدام. بعيدًا عن المهنية  فلا يجب أن يعبر القاضى عن رأيه الخاص في قاعة المحكمة أو في وسائل الإعلام"، على حد تعبيره.
 
واتهم "آر بى اونلاين" قوات الأمن بممارسة سلوكيات وحشية  ضد مؤيدي الرئيس محمد مرسي، ضاربا مثالا  بالتفريق العنيف لاعتصامي رابعة والنهضة، في أغسطس 2013 ، ما أسفر عن قتل ما يقرب من 1000 شخص، بحسب الموقع.