لا شيء يوقف صعود العملة الصينية “اليوان”؛ إذ حسب  المعطيات الصادرة عن الشركة المتخصّصة في نقل البيانات البنكية سويفت يوم الأربعاء 28 يناير، صعد اليوان إلى المرتبة الخامسة بين العملات الأكثر استخدامًا في المدفوعات الدولية، بعد أن كان في المرتبة الثالثة عشرة قبل سنتين.

هل سيصبح اليوان عملة دولية؟

بعد أن صنّف بالأمس كـ”عملة سداد ناشئة”، أصبح اليوان اليوم “عملة مستخدمة على نطاق واسع” على حدّ تعبير فيم رايمايكرس، رئيس الأسواق المصرفية في سويفت، وأضاف المحلّل الاقتصادي لدى الشركة الفرنسية Aurel BGC جان لوي مورياي أنّ العملة الصينية “في طريقها لتصبح عملة دولية، ولكن على المدى الطويل“.

وفي الواقع، لم يمثّل الرنمينبي “عملة الشعب” سوى 2.17 % من المدفوعات العالمية، في حين يمثّل الدولار الأمريكي واليورو والجنيه الإسترليني نحو 8 % منها.

ماذا تفعل بكين من أجل الدفع بعملتها؟

تدفع السلطات الصينية بكلّ تأكيد نحو هذا التدويل، من خلال التوسّع في استخدام اليوان؛ إذ بدأت بكين في الأشهر الأخيرة عملية انجذاب نحو المراكز المالية الرئيسة في العالم، وتهدف بهذا إلى خلق سوق دولية لليوان من خلال تركيب شبكة تسمح بإجراء معاملات آمنة بالعملة الصينية، كما تمّ اختيار بعض المدن الرئيسة لتجعل منها مراكز “في الخارج” تمكّن من استخدام اليوان خارج البلاد.

تعدّ هونج كونج أكبر هذه المراكز، تليها لندن الّتي تعدّ 60 % من حجم تداول الرنمينبي خارج برّ الصين الرئيس. وفي منطقة اليورو، تتقارب باريس وفارنكفورت ولوكسمبورغ، كما تتزايد الاتّفاقيات على مختلف الأصعدة: المقاصة على المدفوعات بالعملة الصينية وبدلات استثمار وسندات وغيرها.

وفي سبتمبر 2014، أصدر البنك الصيني أول سندات بالعملة الصينية في باريس، بقيمة 2 مليار يوان (240 مليون يورو).

هل يمكننا أن نتخيل تقدّم اليوان على الدولار يومًا؟

“الطريق أمام اليوان للإطاحة بالدولار لا تزال طويلة” حسب جان لوي مورياي؛ إذ لا يزال اليوان تحت الرقابة المشدّدة من قبل الحكومة الصينية ولا يمكن تحويله إلا جزئيًا؛ وبالتالي لمنافسة العملات الأخرى، يجب أن يتمّ السماح أوّلًا بتحويلها كليًّا مقابل غيرها من العملات، ويجب أيضًا تطوير القطاع المالي الصيني الّذي لا يزال متخبّطًا، وأن تفتح البلاد أسواقها بشكل كامل أمام رؤوس الأموال الدولية، وهو ما يظنّ الخبراء أنّه لن يحدث قبل  10 أو 15 عامًا.