في ذكرى مجزرتي فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، طاف شعار "رابعة" شوارع العاصمة البريطانية لندن، في دلالة على أن الحدث لا يزال حيا في نفوس الكثير من المصريين والجاليات العربية والمتضامنين الأجانب معهم.

فقد أحيا مصريون الذكرى السنوية الأولى لمجزرتي فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بمسيرة انطلقت من أمام السفارة المصرية وسط لندن باتجاه مقر رئيس الحكومة البريطانية بمشاركة من الجالية العربية والمتضامنين الأجانب في بريطانيا.

ووسط الهتافات المنددة بما أسماه المشاركون جرائم نظام الانقلاب، رفرفت الأعلام المصرية وشعارات رابعة جنبا إلى جنب مع الأعلام الفلسطينية تضامنا مع غزة، ورفضا لممارسات النظام المصري الذي "يقتل المصريين ويحاصر الفلسطينيين في غزة"، على حد قول المشاركين.

رئيسة المجلس الثوري المصري مها عزام قالت إن ما قام به الانقلاب بقتل المصريين جريمة لا مثيل لها، ووصفت "رابعة" بأنها عنوان لمقاومة هذا الانقلاب والاستمرار من أجل الحرية والاستقرار، معبرة عن ثقتها في "قرب الانتصار والمضي إلى ميدان رابعة للاحتفال بالحرية وتذكر شهداء المجزرة".

وأكدت عزام في حديثها للجزيرة نت أن الحراك المقاوم "لنظام السيسي" حراك سلمي، كما أن دعوة المجلس الثوري دائما سلمية، مشيرة إلى أن الثوار داخل مصر هم من يختارون أنسب أساليب المقاومة للانقلاب، وأوضحت أن "الإرهاب الحقيقي هو الذي يمارسه السيسي وأعوانه، وهذا الإرهاب وصل إلى حده الأقصى في مجزرة رابعة".

وعن صدور تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش بالتزامن مع إحياء الذكرى الأولى لمجزرة رابعة، قالت رئيسة المجلس الثوري المصري إن التقرير أوضح أن ما حدث في رابعة كان مرتبا له، والآن بات المسؤولون عن المجزرة معروفين، مشيرة إلى أن أهم نقطة في التقرير هي تحميله المسؤولية لرأس النظام.
قنديل: الهدف الذي أراده صانعو المجزرة لم يتحقق بسبب صمود الثوار (الجزيرة)

مجزرة غير مسبوقة
من جهته قال الكاتب الصحفي المصري وائل قنديل إن المشاركين جاؤوا لمخاطبة الضمير الإنساني للمصريين أولا والعالم ثانيا للتأكيد على أن السلطة القائمة في مصر ارتكبت مجزرة غير مسبوقة، "فلم يحدث أن جيشا قتل كل هذا العدد من مواطني بلاده في ساعة واحدة".

وأضاف قنديل -خلال مشاركته في المسيرة- أنه وبعد مرور 13 شهرا على الانقلاب فإن الهدف الذي أراده صانعو المجزرة لم يتحقق، فهم أرادوا إسكات المصريين للأبد، إلا أن الصمود الأسطوري وغير المسبوق حال دون ذلك.

وأكد أن "ذكرى رابعة ليست بكائية ولا كربلائية، لكنها درس قدمه المصريون لمن أراد أن يتعلم معنى الكرامة والإنسانية"، واعتبر أن النظام الذي يصاب بالرعب من دبوس عليه إشارة رابعة، يرتعد الآن من التقرير الذي قدمته هيومن رايتس ووتش ووثقت فيه جرائمه بشكل مهني ومحايد.

مشاركة واسعة
ويبدو أن التقرير الذي نشرته المنظمة الحقوقية مؤخرا ساهم في تعريف جزء من الجمهور الغربي بما جرى في مجزرة رابعة، حيث شارك لأول مرة في فعاليات رافضي الانقلاب ممثلون عن منظمات أجنبية وبريطانية منها "تحالف أوقفوا الحرب" و"المنتدى الفلسطيني" و"الرابطة الإسلامية البريطانية"، كما حضر متضامنون آخرون من شرائح متعددة من الجالية العربية والإسلامية.

وقال السوري أيمن فؤاد إنه جاء للتعبير عن تضامنه مع المصريين لأنه يعتقد أن الجرائم التي يتعرض لها السوريون تتقاطع بشكل أو بآخر مع الجرائم التي ارتكبت في مصر.

وعبّر في حديثه للجزيرة نت عن اعتقاده بأن "الأيدي التي تقود الثورات المضادة يحركها طرف واحد، يحاول القضاء على الثورات في كل بلدان الربيع العربي وسحق تطلعات الشعوب نحو الحرية"، وأن الوعي بما وصفها بالمؤامرة بات كبيرا.

وسار المئات من المصريين والمتضامين لمدة ساعة ونصف السنة رافعين شعار رابعة، وبينما حرص بعض المارة والسياح على التقاط الصور مع رافعيه، ردد المشاركون هتافات ترفض ما أسموه "قتل الديمقراطية" وتطالب بالمحاكمة العادلة والقصاص من المسؤولين عن قتل الآلاف في مجزرة رابعة.

وانتهت المسيرة بمهرجان أمام مقر رئيس الحكومة البريطانية ديفد كاميرون في 10 داوننج ستريت، حيث طالب المتحدثون بضرورة اتخاد لندن إجراءات واضحة ضد نظام الانقلاب بعد أن تم توثيق جرائمه بشكل واضح.

الجزيرة