د. رضوان منيسي*

كيف انهارت الفاشية القمعية في ألمانيا الشرقية وسقوط سور برلين!!  اشتدت القبضة الأمنية على 17 مليون مواطن ألماني شرقي يعمل منهم ستة ملايين ما بين عشرين جهازا أمنيا ومساعدين محليين لجواسيس الحكومة وحراس سريين ومراقبين عن بعد والمراقبين الأقرباء!!...الشعب يعيش في صمت وكل واحد يكلم نفسه فقط!! (كما وجد في أرشيفهم) بالإضافة إلى قوات جيوش حلف (وارسوا) التي تتكدس في بلادهم!!

في مطلع 1989م. مر 60 يوما على تزوير فاضح للانتخابات البرلمانية... وستة أشهر على تزوير الانتخابات المحلية .. النخبة الحاكمة مستبدة وفاسدة .. الأجهزة الأمنية تعددت وتشعبت وامتدت حتى صارت تتجسس على نفسها !! السجون سلخانات تعذيب !! القضاء شبه عسكري والعدالة غائبة !! الإذاعة والصحافة تقول كلاما مكررا مفروضا ..

 الاقتصاد يتداعى وينهار بشكل مريع ومساعدات روسيا لا تتوقف!! .. آلاف الألمان من أطباء ومهندسين وأساتذة جامعات يهربون لألمانيا الغربية عبر رشوة حراس السور .. ثم يتبعهم مئات الآلاف من عامة الشعب هروبا من الجحيم والرغبة في الحياة ..

 أريك هونكر يأمر بإطلاق النار يتساقط المئات ..رجال الشرطة يخلعون زيهم ويهربون مع الهاربين ويتبعهم بعض الجنود .. الشباب يفتحون ثغرات في سور برلين .. حكومة ألمانيا تهرب إلى روسيا والمواطنون يستمرون في الهروب لألمانيا الغربية .. أريك هونكر يهرب لروسيا وسور برلين ينهار والشعب يتحرر !!

سنن الله في الخلق لا تتبدل كلما أسرف الطغاة في الظلم اقتربت لحظة نهايتهم .. تأملوا ما يحدث في مصر!!

* استاذ علم اللسانيات بجامعة الملك فيصل