أفرجت سلطات الانقلاب عن المعتقلة رشا منير، بعد قرار محكمة النقض،الاثنين، إخلاء سبيل الأختين هند منير عبد الوهاب ورشا منير عبدالوهاب، وهما أقدم معتقلتين سياسيتين في مصر، وذلك في أول جلسة لإعادة المحاكمة.

كانت محكمة النقض قررت في 16 يوليو الماضي، إلغاء قرار الحكم بالسجن المؤبد الذي أصدره المستشار زكريا عبد العزيز بمحكمة جنايات القاهرة- محكمة عابدين- ضد الأختين، بعد تلفيق تهم لهما بحيازة أسلحة نارية واستعراض القوة والانضمام لجماعة إرهابية أسست على خلاف القانون.

واعتقلت هند ورشا من قبل قوات الجيش والشرطة من كمين بمنطقة حدائق القبة في 16 أغسطس 2013، في ما عرف باسم "أحداث رمسيسس الثانية"، والتي تلت مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة، وبقيتا في السجن لأكثر من عامين وثلاثة أشهر.

واعتقلت الأختان منير، ومعهما المعتقلة السابقة أماني حسن والمعتقل الحالي أمير حسن، وذلك بعد أخذهما من سيارة تاكسي كانوا يستقلونها للذهاب إلى المنزل، حيث تم نقلهم إلى قسم شرطة حدائق القبة في القاهرة، والذي تعرضوا فيه إلى أبشع أساليب التعذيب، التي أدت إلى إصابة أماني حسن بشلل رباعي كامل، ما استدعى إخلاء سبيلها مع الإبقاء على الأختين المعتقلتين كل تلك الفترة، ونقلهما إلى سجن القناطر، حيث قضتا أكثر من عامين فيه، بعد احتجازهما تعسفيا.

كما تعرضت المعتقلة رشا للضرب المبرح، الأمر الذي أدى إلى تكسير أسنانها، في قسم شرطة حدائق القبة، الذي قضت فيه شهرا ونصفاً، كما تعرضت للتهديد مرات متعددة بالاغتصاب، في حال عدم اعترافها بالتهم الملفقة لها، وكان التعذيب بشكل يومي وممنهج، بحقها هي وشقيقتها، قبل أن يتم نقلهما إلى سجن القناطر.

جدير بالذكر أن محمد عابدين، وهو زوج رشا البالغة من العمر 31 عامًا، توفي أثناء انتظاره مع ابنتيه في طابور لزيارتها في السجن، في يوم 5 أبريل 2014، بعد إصابته بهبوط دموي حاد نتيجة تكدس أهالي المعتقلين للمرور عبر صندوق ضيق للدخول إلى السجن.

وبعد مرور عدة أشهر، وفي 6 أغسطس  2014، قضت محكمة جنايات القاهرة بالسجن المؤبد للأختين، وكذلك على المعتقل أمير حسن الذي ما زال رهن الاحتجاز حتى هذه اللحظة.

واعتراضا منهما على سجنهما التعسفي، قررت الأختان الدخول في إضراب عن الطعام في 8 أغسطس 2014، استمر أكثر من مائة يوم، تدهورت خلاله صحتهما بشكل كبير، ورغم ذلك منعتهما إدارة السجن من حقهما في تلقي الرعاية الصحية وتركتهما ليزداد وضعهما سوءا.