الفيوم:

يعيش معتقلو الوادي الجديد خاصة رافضي الانقلاب أوضاع غاية في السوء تبعد كثيرا عن أدنى حقوق الإنسان، وسط تشديد متعمد ضد المعتقلين من مؤيدي الشرعية وممن عارضوا انقلاب 3 يوليو الدموي لا سيما من أبناء الفيوم الشرفاء، حتى بات البعض من المعتقلين أنفسهم يصفونه بـ"جوانتانامو مصر".

"جوانتانامو مصر" والذى يعتبر أحد البؤر الهامة لممارسة التعذيب علي نطاق واسع ، فمساحته الضخمة وموقعه في قلب الصحراء فضلا عن المعاملة التي يلقاها المعتقلون داخله تجعل منه جهنم الحمراء للمعتقلين وذويهم.

أوضاع المعتقلين
وبحسب تسريبات عن أحوال المعتقلين نجد أنهم يلاقون أسوء أنواع المعاملة والانتهاكات المستمرة من قبل مفتش مباحث السجن وصف الضباط والجنود والتى شملت التفتيش المستمر والأهانة والحرمان من المتعلقات الشخصية ومصادرتها وحرقها أمامهم منذ اللحظة الأولى لدخولهم البوابة الرئيسية للسجن ، فضلاً عن ازدحام وتكدس الزنزانة التى تعج بأكثر من 30 معتقلاً فى مساحة لا تتعدى 3.5 × 6 مترا .

فضلا على سوء الحالة الصحية لكل المعتقلين نتيجة ضعف التغذية التى تنحصر في رغيفين خبز وقطعتي جنبة وقطعة حلاوة فقط يوميا لكل معتقل ، وعدم السماح للمعتقلين بالخروج نهائيا من الزنازين للتريض فلا يغادروها إلا في حالة استقبالهم لزيارة من أهاليهم فقط ، مما أدي لحرمانهم نهائيا من ضوء الشمس والحركة، أما الأهمال الصحي الجسيم وعدم توفير أي أدوية أو رعاية صحية هو الحال الدائم للمعتقلى الوادى.

وإذا تحدثت عن المياه داخل معتقل الوادى فهى مياه مالحة غير صالحة للاستعمال الآدمي بسبب تواجد أكاسيد الحديد بها بشكل مكثف ، مقطوعة طوال اليوم ولا يتم توصيلها إلا ساعتين فقط طوال اليوم مقسمة على اليوم لتكون ساعة صباحاً وساعة مساءً.

كشفت لنا أسرة أحد المعتقلين أنها فؤجئت خلال الزيارة الأخيرة لهم أن أغلب المعتقلين طلبوا من ذويهم أحضار أكياس قطنية وشاش وبعض المواد الكيميائية لمعالجة المياه.

وأكدت مصادر بأن هناك تعليمات بالتشديد علي معتقلي الفيوم ، فلا يسمح لهم بالتريض أو الخروج من أماكن اعتقالهم على الإطلاق والذى دام لأكثر من 5 أشهور متواصلة.

وأخيراً تناشد أسر أبناء الفيوم بالوادى الجديد كل المنظمات الحقوقية المحلية والدولية و أحرار العالم لإرسال وفود للوقوف على حقيقة هذه الأوضاع داخل السجن و العمل بشكل فورى على توفير الحد الأدني من الحياة الانسانية لهؤلاء المعتقلين الذين لم يرتكبوا جرماً غير مطالبتهم بوطن حر ، فهم قتلى داخل مقبرة بعيدة عن الأنظار ، ينتظرون نظرة رحمه لتشيع جنائزهم.