مرت ثلاث سنوات على إحدى أسوأ أزمات المسلمين في تاريخهم القديم والحديث، فالروهينغا مطلوب منهم أن يُهجّروا ويُنكل بهم وتُحرق منازلهم ويُقتلوا دون أن يصدروا صوتا قد يزعج مجتمعا دوليا غض الطرف عن معاناتهم وتركهم يواجهون مصيرهم.
وفي محاولة لإيقاظ هذا العالم النائم وغير المكترث لجرائم البوذيين في ميانمار، أطلق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وسما حمل عنوان "أنهوا_أزمة_الروهينغا"، لتعريف العالم بمعاناتهم في ذكرى النكبة الثالثة وجرائم الإبادة البوذية بحقهم. واحتل هذا الوسم الصدارة على موقع تويتر في عدة دول عربية بأكثر من 120 ألف تغريدة.
وعن هذه المأساة يغرد مدير الرصد والتوثيق بقطاع حقوق الإنسان التابع للمركز الروهنغي العالمي نعيم الأركاني، قائلا "يدفع أهالي الروهينغا لإطلاق ذويهم من أيدي تجار البشر الفدية عبر سمسار محلي أو نظام للدفع عبر الهاتف ثم تغلق هواتفهم".
ويتابع "يلجأ تجار البشر إلى بيع من يقع في أيديهم من مسلمي الروهينغا إلى تجار آخرين، كما يباع بعضهم للعمل في قوارب صيد السمك"، ويضيف "تجار البشر يبيع الروهينغا لآخرين في حال عدم دفع الفدية خلال شهر أو شهرين، وفي حال مرض المختطفين خلال عملهم على القوارب يتم إلقاؤهم في البحر للموت".
نصرة الأخوة
ويكشف مدير المركز الإعلامي الروهينغي ووكالة أنباء أراكان صلاح عبد الشكور في تغريدة "إحصائية حديثة: أكثر من 8 آلاف روهنجي عالقون في البحر"، ويواصل "مواقف الدول اﻹسلامية ضعيفة إلى الآن والحل أن يتحرك الجميع ﻹيصال صرخات المكلومين والمظلومين إلى المسؤولين بكل اﻷشكال".
ويدعو الداعية السعودي، د. محمد العريفي في تغريدة للوقوف إلى جانب الروهينغا "وقوع الأزمات بالمسلمين وغيرهم أمرٌ طبيعي لكن الواجب هو الوقوف معهم ونصرتهم، إنما المؤمنون إخوة"، وفي تغريدة سابقة يشير العريفي إلى أن "الظلم في معاملة المسلمين والتمييز ضدهم في بورما والأحواز وغيرها، لا تلتفت له المنظمات العالمية، لكن تثور للأقليات غيرهم المقيمة ببلدان إسلامية".
أما الحقوقي الجزائري أنور مالك فيطالب العالم بالتحرك "يا حكام العالم إن كانت لا تزال فيكم ذرة إنسانية، أنهوا أزمة الروهينغا، فهو واجب إنساني وقانوني وكل القيم التي عرفها البشر تفرض الانتصار لهم".
عار على الأمة
وفي السياق يرى الأكاديمي السعودي محسن المطيري أن "ما يحصل عار على أمة الإسلام،. شهران يجوبون البحر ينتظرون دولة تستقبلهم حتى ماتوا من الظمأ".
وينقل حساب "الموجز السعودي" عن مفتي مسلمي ميانمار قوله "نعيش واقعًا من التعصب من طرف البوذيين، والحكومة ترعى الإرهاب، وتمنع أي مساعدات لمسلمي ميانمار".
ويسأل حساب "@allossee" "ماذا لو أن هذا الشعب على ملة أميركا أو أوروبا وينتمي إليهم عقائدياً ويضطهدون من المسلمين؟ هل سيصمتون على سحقهم؟".
في السياق يغرد حساب "@khafaia_twit" "لماذا هب العالم من أجل سكين داعش، ولم نسمع له صوتا تجاه أزمة الروهينغا؟ إنها إنسانيات المصالح".
ويشير حساب "@8amir" إلى أن "قضية الروهينغا ليست وليدة اليوم بل مرت عليها أكثر من 60 سنة، ومع في ذلك هي طي النسيان فباتوا فريسة للفقر والحرمان".
ويلخص حساب "@_bdr32" المشهد بتغريدة "نتواصى، ندعو، ننشر أخبارهم، نتبرع لهم، نشعر بهم، نهتم لهمّهم، نتبنى قضيتهم... كل هذه مسؤوليتنا ولو استطعنا أكثر وأكبر لا نعذر".