قالت هيومن رايتس ووتش اليوم بعد زيارة عدة بلدات وقرى في الجزء الشمالي الغربي من البلاد إن السكان المسلمين في جمهورية أفريقيا الوسطى قد فروا جماعات في مواجهة الهجمات المستمرة التي تشنها ميليشيا مكافحة بالاكا.
وقد كان تواجد القوات الفرنسية والاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في تلك المناطق غير كافٍ لحماية السكان المسلمين، الذين تم استهدافهم من قبل ميليشيا مكافحة بالاكا .
وأضافت وكالة هيومن رايتس ووتش إن على الاتحاد الأوروبي والدول المعنية الأخرى فوراً أن يعاونوا القوات الفرنسية وقوات الاتحاد الأفريقي في محاولة بث الاستقرار في البلاد ووقف استهداف المسلمين بالعنف.
وقال بيتر بوكارت، مدير قسم الطوارئ في هيومن رايتس ووتش: "إننا نرى تجمعات سكانية مسلمة كاملة كانت تعيش في جمهورية أفريقيا الوسطى منذ أجيال وهي تفر من ديارها. المسلمون في جمهورية أفريقيا الوسطى يتعرضون لظروف لا تحتمل وأعمال عنف مروع، ولم تتمكن القوات الأفريقية والفرنسية من حماية هؤلاء السكان".
كما أصدرت هيومن رايتس ووتش اليوم صور قمر صناعي توثق الدمار الموسع اللاحق بالمنازل على أيدي ميليشيا مكافحة بالاكا، وقبل ذلك من قبل تحالف سيليكا، الذي استولى على السلطة في انقلاب في شهر مارس 2013.
وحصلت هيومن رايتس ووتش على صور قمر صناعي وحللتها، وهي توثق حجم الدمار اللاحق بأكثر من 60 بلدة وقرية متضررة في شمال غرب جمهورية أفريقيا الوسطى، وذلك على مدار الشهور الأخيرة، وحيث انتشرت قوات حفظ السلام.
في بوسانغوا على سبيل المثال، أظهرت صور القمر الصناعي الرحيل السريع لآلاف السكان المحليين في مطلع ديسمبر 2013، وكذلك التدمير الممنهج لأكثر من 1400 بناية أغلبها سكنية. رصدت هيومن رايتس ووتش وجمعت شهادات شهود تدعم رواية الخروج الجماعي لتجمع المسلمين بالكامل من بوسانغوا، وهم بين 7 و10 آلاف نسمة. التمس السكان الحماية في مدرسة قريبة، وهي مدرسة الحرية، بعد هجمات لمكافحة بالاكا على البلدة في 5 ديسمبر/كانون الأول. بدأت حملة إحراق لأغلب البنايات السكنية أواسط ديسمبر ثم أواخر يناير 2014 فأدت إلى التدمير شبه الكامل للحي المسلم، بورو، في النصف الشمالي من البلدة.
تقرير لهيومان رايتس واتش