لقد أخبر الصادق المصدوق– صلى الله عليه وسلم- وبشّر بفتح القسطنطينية في أحاديث كثيرة، فقد جاء في حديث عبد الله بن بشر الغنوي عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لتفتحن القسطنطينية، فلَنِعْمَ الأمير أميرها، ولَنِعْمَ الجيش ذلك الجيش) رواه أحمد والحاكم وصححه.

وعن أبي قبيل قال: كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، فسُئل: أي المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أم رومية؟ فدعا عبد الله بن عمرو بن العاص بصندوق له حلق، فأخرج منه كتابا ثم قال:" بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب، إذ سئل: أي المدينتين تفتح أولاً القسطنطينية أم رومية؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: مدينة هرقل تفتح أولا، مدينة هرقل هي القسطنطينية". رواه أحمد والدارمي والحاكم، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

وكما تآمر كُفّار قريش على قتل النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- حينما اجتمع سادة قُريش وصناديد الكُفر، وأجمعوا على رأى رأس الكفر، فرعون هذه الأمة، أبي جهل، بأن يُخرجوا من كلّ قبيلة شابّا فتيًّا فيضربون النبيّ- صلى الله عليه وسلم- بالسيف ضربةً واحدة ليتفرّق دمه بين القبائل.

وكذلك اجتمعت دار إفتاء الدم الانقلابية، التي أصبحت لا تملك إلا أن تبصم على أحكام الإعدام على الأبرياء، وتنشر كل ما تريد الشئون المعنوية  للعسكر، بعدما أصبحت أداة في يد قائد الانقلاب، وتدور مع ما يريد حيثما دار.

وفي مكايدة سياسية مكشوفة ضد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، والتاريخ العثماني الذى يعاديه "الأعراب" ويعتبرونه خطرا عليهم، بسبب كشفه لمؤامراتهم، ولأنه رفض الانقلاب على الرئيس المنتخب الرئيس الشهيد "محمد مرسى"، ووقف بجانب الحكومة الشرعية في ليبيا؛ حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، ولقن جنرال الحرب الفاشل "حفتر" وداعميه درسا لن ينسوه، فقد ادّعت دار ندوة الانقلاب، كذبا وزرا وبهتانا، بأن الرئيس التركي، المنتخب بطريقة ديمقراطية، يحاول استخدام ورقة المساجد بهدف تحقيق المكاسب السياسية “لإنقاذ شعبيته المترنحة، نتيجة وباء كورونا والانهيار الاقتصادي لبلاده".

كما وصف بيان دار إفتاء الدم دخول العثمانيين على يد السلطان محمد الفاتح مدينة القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية بـ"الاحتلال العثماني لإسطنبول".

وقالت في بيانها: "وقد بُنيت آيا صوفيا، ككنيسة خلال العصر البيزنطي عام 537 ميلادية، وظلت لمدة 916 سنة، حتى احتل العثمانيون إسطنبول عام 1453، فحولوا المبنى إلى مسجد".

واتهم البيان الرئيس التركي باستخدام الخطاب الديني والفتاوى لترسيخ حكمه "الديكتاتوري"، مشيرا إلى أن أكثر من 92% من الخطاب الديني التركي ترسخ لحكم أردوغان ومشروعه "العثماني".

وقال البيان، إن تركيا أرسلت آلاف "المرتزقة" إلى طرابلس، وإن أردوغان "جنَّد مفتين ينتمون لجماعة الإخوان الإرهابية ليبرروا كل تلك الأفعال الدنيئة".

والسؤال لدار إفتاء الدم، ألم يقم الإسبان عند سقوط الأندلس بتحويل المساجد إلى كنائس خاصة مسجد قرطبة؟ وهل الرسول- صلى الله عليه وسلم- عندما دخل مكة فاتحا كان محتلاً؟ وهل عمرو بن العاص عندما فتح مصر كان محتلاً؟

كما زعم تواضروس من قبل حينما قال: "لن يحكم مصر مسلمون يجددون فيها سيرة المحتل عمرو بن العاص الذى احتلها منذ 1434 بعد أن أعادها لنا الرب".

وإن الجهالة دفعت أراجوزات إعلام الانقلاب ليقولوا إن الفتح الإسلامي لمصر كان احتلالا عربيا، وإن "من حكمنا وقتها "عمرو بن العاص" كان عربيا سعوديا، والخليفة "عمر بن الخطاب" كان سعوديا أيضا ولم يكن مصريا".

وكانت دار إفتاء الدم قد قالت إبان دخول تركيا إلى سوريا: إن "التصعيد التركي في الأراضي السورية يخدم مصالح الجماعات والتنظيمات الإرهابية".

لكنها في نفس الوقت أصيبت بالخرس والعمى والصمم والبكم أمام جحافل الاحتلال الروسي، والمليشيات الإيرانية وحزب الله!

ومن يدرى فقد تخرج علينا إفتاء الدم بتقليعة جديدة، لتخبرنا بأن احتلال الصهاينة لفلسطين  فتح مبين، على يد البطل الصهيوني المغوار "ديفيد بن غوريون". ألا شاهت وجوهكم.

وعندما فضح الله إفتاء الدم وتعرضت لهجوم الأحرار الكاسح، قامت على الفور بنشر بيان لا لتعتذر، فهيهات هيهات، ولكن لتجميل الوجوه القبيحة؛ فقالت: "أكدنا مرارا وتكرارا بالوثائق والمؤشرات والأدلة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواصل استخدام سلاح الفتاوى لتثبيت استبداده في الداخل باسم الدين، وتبرير أطماعه في الخارج باسم الخلافة المزعومة، أما ما يتعلق بفتح القسطنطينية فهو فتح إسلامي عظيم بشر به النبي صلى الله عليه وسلم،  وتم على يد السلطان العثماني "الصوفي" العظيم محمد الفاتح، أما أردوغان فلا صلة له بمحمد الفاتح".

ألم تقل كاثرين آشتون، العجوز الشمطاء: "إن سقوط العسكر في مصر سينهى الأزمة السورية لصالح الإسلاميين، وسيجعل الإسلاميين في ليبيا وتركيا وتونس أقوياء جدا، وهذا سيدفع الشرق الأوسط إلى سياسات وتحالفات لن تكون في مصلحة روسيا ولا الولايات المتحدة ولا الاتحاد الأوروبي"؟. فلا عجب أبدا من تصريحات دار إفتاء الدم.