كتبت - شرين عرفة

واصل الكاتب الصحفي "عبدالرحيم علي"، إذاعة مكالماته الهاتفية المسربة ، والتي يزعم أنها لقادة تيارات سياسية ونشطاء ومشاهير شاركوا في ثورة يناير، ويريد الصحفي المعروف بإنتمائه للأجهزة الأمنية في مصر أن يفضحهم بتلك المكالمات ،ويثبت زيفهم وخداعهم للشعب المصري كما يزعم.

وبتسجيلات غير قانونية، يجرمها الدستور والقانون ، يخرج علينا الصحفي الأمنجي كل حلقة، يتحدى الجميع بمكالمات جديدة، لمشاهير جدد،

وعلى الرغم من رفضه الدائم الإعلان عن مصدره في تلك التسريبات ،

يعلم الجميع أن الجهات الأمنية في مصر "جهاز الأمن الوطني" او "مؤسسة المخابرات العامة" هي الجهات الوحيدة التي يمكنها تسجيل مكالمات المواطنين ،وإمداد الصحفي الامنجي بها عندما تقتضي الحاجة لذلك ،إما بفضح أحد النشطاء أو تشويه سمعة أحد السياسيين ..إلى غير ذلك.


إلا أن عبد الرحيم قد خرج علينا في حلقة الأمس من برنامجه الصندوق الأسود ،بمكالمات مسربة ادعى انها السبب في الحكم على مرسي وقادة جماعة الإخوان بالإعدام.

وبدلا من أن يثبت الصحفي القريب من اجهزة الامن والسلطة الإنقلابية في مصر ، إدانة الرئيس محمد مرسي وقادة الجماعة، أثبت بديلا عن ذلك براءة مرسي ونصاعة صفحته تماما مع التأكيد على غباء الاجهزة الامنية والسلطة الإنقلابية في مصر.

فالمكالمة التي دارت بين الرئيس مرسي و"احمد عبد العاطي" لم تكن بأصواتهم ،بل كانت بأداء ممثلين اصوات كما اكد "عبد الرحيم علي" بنفسه ، والذي زعم أن ما ورد في ذلك المشهد التمثيلي هو تفريغ لمكالمة دارت بين مرسي وعبد العاطي!!

ولم يعطنا الصحفي الدليل على صحة وصدق ما اورده في هذا المشهد التمثيلي!!

مما دعا ببعض النشطاء ليتساءلوا ساخرين ، إذا كانت المكالمة حقيقية ، لماذا لم تعرض باصوات اصحابها.


وتساءل آخر ، لم يتم عرض المكالمة في مشهد تمثيلي ، باصوات آخرين ، وباللغة العربية الفصحى ، وكأنه جزء من مسلسل تركي أو مكسيكي مدبلج؟!!

بينما حاول آخرون ان يخرجوا بمعنى من تلك المكالمة المزعومة والتي استمرت لمدة اربع دقائق لم يتحدث فيها الرئيس مرسي سوى بخمسة جمل ، عبارة عن اسئلة في موضوع غير معلوم ، وتلك الاسئلة هي  :- هو ده اللي أنا كنت قابلته هنا؟

- هو عنده فكرة إن حد جه هنا وقابلنا؟

- بالنسبة للآن ولا لما تم من الشهر؟

-الثلاثة الكبار منهم ألمانيا ولا لأ؟

- وحساباتهم؟

-ده إذا كان يقدر!

بينما كانت ردود من تزعم المكالمة أنها للقيادي الإخواني "احمد عبد العاطي" اشبه بألغاز مبهمة ، وجمل عير مفهومة ، تأتي بلغة عربية فصيحة..

واستمرت ردوده ..طوال المكالمة الأربع دقائق ، لم يقاطعه فيها مرسي سوى بالأسئلة السابقة!!

فلم يفهم احد ممن استمع للمكالمة شيئا مما يدور بها ، ولم يشرح لنا "عبد الرحيم علي" كيف كانت هي دليل إدانة لمرسي وقادة الإخوان!!


وبالطبع فقد فجرت مكالمة الصحفي الأمنجي سيلا من التعليقات الساخرة والطريفة ،و التي دارت كلها حول  تاكيد أمرين اثنين :


●اولهما : براءة مرسي تماما من أي تهم مفبركة وملفقة تريد سلطة الإنقلاب إلصاقها به، فهي التي لم تستطع المجيء بدليل واحد على إدانة مرسي في أي فساد من أي نوع ،على الرغم من مراقبتها له الكاملة بالصوت والصورة ، طوال عام كامل هي مدة رئاسته لمصر، وحينما أتت بما تصفه دليل إدانة كان أشبه بمسلسل تافه ،لم يفهم مخرجه بعد أسس الإخراج الدرامي!!

●الأمر الثاني : هو ضحالة الفكر الأمني في مصر، والغباء الشديد الذي يتمتع به من يديرون المشهد حاليا ، والذين اذاعوا مثل تلك المكالمة.

المكالمة المفبركة