بقلم : محمد منصور     

لله درُّ المتنبي حين قال :
إليكِ فإني لستُ مِمَّن إذا اتَّقى         عِضَاضَ الأفاعي نام فوق العقاربِ

أي كُفي أيتها اللائمة عني ؛ فإني لست ممن إذا خاف من الهلاك صبر على الذل ؛ فجعل المتنبي الأفاعي مثلا للهلاك ؛ لأنها تقتل دفعة واحدة ، و العقارب مثلا للذل ؛ لأنها إذا لم تقتل تكرر لسعها فكانت أطول عذابا.
و هذا هو القول الفصل في موقف الإخوان المسلمين من الانقلاب العسكري ، و ممن يلومونهم على موقفهم منه ، و ممن سارعوا إلى النوم في سرير العسكر ؛ حتى بتنا نقلب أيادينا في أسف, ونقول ما قال الله سبحانه : يا حسرة على العباد !
( ثم ننظر نظرة أخرى فتنجلي هذه الحسرة , على أمل في الله وثيق , و على يقين في قوة هذا المنهج لا يتزعزع , ونستشرف المستقبل فإذا على الأفق أمل . أمل وضيء منير . أن لا بد لهذه البشرية من أن تفيء - بعد العناء الطويل - إلى هذا المنهج الرفيع , و أن تتطلع إلى هذا الأفق الوضيء . . والله المستعان ). سيد قطب
و يا ليت قومي يعلمون ( أن الصبر في البأساء والضراء و حين البأس ? . . أنها تربية للنفوس و إعداد , كي لا تطير شعاعا مع كل نازلة , و لا تذهب حسرة مع كل فاجعة , و لا تنهار جزعا أمام الشدة . إنه التجمل والتماسك و الثبات حتى تنقشع الغاشية و ترحل النازلة و يجعل الله بعد عسر يسرا . إنه الرجاء في الله و الثقة بالله و الاعتماد على الله . ولا بد لأمة تناط بها القوامة على البشرية , و العدل في الأرض و الصلاح , أن تُهيأ لمشاق الطريق و وعثائه بالصبر في البأساء والضراء و حين الشدة . الصبر في البؤس و الفقر . والصبر في المرض والضعف . و الصبر في القلة والنقص . والصبر في الجهاد والحصار , والصبر على كل حال . كي تنهض بواجبها الضخم , وتؤدي دورها المرسوم , في ثبات وفي ثقة وفي طمأنينة وفي اعتدال ) . سيد قطب
ألا وإن الله لن يتخلى عنا أبدا، وإن حركتنا بالنهار، ودعواتنا في سكون الليل لن تذهب هباء؛ إذ نحن نجئ و نروح و نعمل في مساحة محدودة بيد من له ملكوت السماوات و الأرض، و رُبَّ دعوة من قلبك او زفرة من صدرك يغير الله بها من حال إلى حال وإن لم يكن فحسبنا أن الله يرانا و يرى حزننا و دمعنا من أجل الحق الذي نحمله.