بقلم /   ابراهيم صالح

تعتبر السفارة هي ممثل لاي دوله على اراضي دوله اخرى, فيلجأ اليها رعايا دولتها في حالة اية اجراءات قانونية او تخليص اجراءات ضرورية لهم, وكذلك يتم التواصل مع السفير بخصوص اية استفسارات من جانب الحكومات تخص دولته, لذلك تفتح سفارة الدولة ابوابها طوال الوقت لاستقبال من يريد الذهاب اليها.
غلق سفارة لدولة في دولة اخري يعني توقف كل الخدمات التي تقوم بها السفارة للمواطنين اذن فلماذا تضطر السفارة لغلق ابوابها؟
غلق السفارة او تحذير طواقمها والمواطنين وبتوخي الحذر او بعدم السفر الي دوله ما, كل هذه التحذيرات تلجأ اليها وزارات الخارجية في دول العالم, فصدور هذه التحذيرات يكون نتيجة معلومات استخباراتية من مخابرات الدوله او بتعاون اجهزتها مع دول اخري, أن هناك شئ ما سيحدث في دولة سيطال سفارتهم او رعاياهم بها وغالبا ما تكون احداث فيها خطورة على حياه الانسان, كتفجيرات او استهداف لافراد اجانب او نزاعات مسلحه ستحدث في هذه الدوله, في هذا التوقيت تكون الدوله التي سيصدر التحذيرات بخصوصها اجهزة استخباراتها قد رصدت معلومات باحتمال حدوث شئ ما على اراضيها بما يهدد سفارات او رعايا دول او الامن القومي لها, وتاخذ كل الاحتياطات اللازمة, ثم تحذر الشعب من ذلك.
 هذا الامر تكرر في دول العالم وكان قريبا في بريطانيا عن تلقيها معلومات حول تفجيرات ستحدث على اراضيها من جانب من سموهم تنظيم القاعدة او تهديدات لسفاراتها في دوله ما, فقامت وزارة الخارجية بالاعلان عن ذلك وتم اخذ الاحتياطات بالداخل, والعالم اجمع كان على علم من خلال الخارجية البريطانية دون غيرها.
 ولكننا في مصر فوجئنا في 4 ديسمبر الماضي بالخارجية الامريكية تحذر افراد طاقم سفارتها في القاهرة من توخي الحذر وعدم الابتعاد عن اماكن اقامتهم, دون ان يعرف او يبحث احد عن السبب, واعقبها في يوم الاحد 7 ديسمبر اعلنت بريطانيا ثم كندا اعقبتهم استراليا و المانيا بغلق سفارتهم في القاهرة دون ان يصدر بيان رسمي عن سبب غلق السفارات.
من المتعارف علية سياسيا ان غلق  السفارات امر بالغ الخطورة والاهمية بالنسبة للدولة التي على اراضيها السفارة لان ذلك يعتبر مساس بالامن القومي لها  وعليه اما ان تكون الدولة من خلال اجهزة المخابرات لديها على علم بالسبب الحقيقي,وبالتالي تاخذ الاحتياطات الازمة او ان تقوم وزارة الخارجية باستدعاء سفير هذه الدولة لمعرفة الاسباب وراء هذا الاجراء, إن لم يكون هناك اسباب قوية لهذه التهديدات تلجأ الدولة باخذ خطوات قوية تجاة الدول التي اغلقت سفارتها .
ولكننا فوجئنا بالمتحدث باسم الخارجية المصرية يخرج بتصريح بالقول انها اجراءات عادية تلجأ اليها السفارات ثم يعود ويقول انهم سوف يتواصلون مع السفارات لمعرفة السبب, ولم نسمع عن استدعاء سفير او اي مسئول من السفارات, فلماذا اغلقت السفارات؟ هل تمتلك هذه الدول معلومات استخباراتية حول تهديد لسفاراتها على ارض مصر, وهل المخابرات المصرية لا تمتلك هذه المعلومات, اذن فنحن امام كارثة حقيقة ,اين جهاز المخابرات المصرية؟
لابد ان ندرك ان هذه الدول لا تتلاعب بمصالحها ولا رعاياها ولا سمعت اجهزة مخابراتها حتى تغلق سفاراتها لمجرد التمويه او التلاعب بامن دوله اخرى, اذن هم على الاحرى رصدوا خطر ما سيحدث.
ثم سرعان ما حركت وزارة الداخلية مجموعه من المدرعات والجنود لحماية تلك السفارات حمايتها من ماذا؟ وهل انتظرنا حتى تبلغنا هذه الدول بما سيحدث على ارض وطننا؟ هل تركت المخابرات المصرية امن الوطن وتفرغت لجمع المعلومات حول  الثوار في الشوارع؟ ام ان الامر كان مخطط داخلي لعمل تفجيرات لهذه السفارات ثم الصاقها بالثوار وبالتالي نشر فزاعه محاربة الارهاب الوهمي على ارض مصر.
 الغريب ان هذه السفارات لازلت تغلق ابوابها بعد مرور اسبوع ولم نسمع عن معلومات رسمية من الدولة سوى بيانات عن تهديدات, اية تهديدات او مخاطر؟ اين اجهزة الامن و المسئولين مما  يحدث الان؟ هل جندت الدولة كلها لتتبع الثوار والطلاب والنساء في الشوارع واصبحوا على معرفة بكل تحركات المسيرات و تركوا امن البلد اين الامن الذي وعدونا به؟ متى سياتي بكره الذى نرى فيه مصر كما قال قائد الانقلاب (مصر ام الدنيا وأد الدنيا) اين نحن الان؟ وهل تجرجأ الخارجية المصرية على غلق سفارتها في ايا من هذه الدول دون علم هذه الدول بالسبب الحقيقي ورصده.
من الواضح ان جهاز المخابرات المصرية اصبح في الانعاش, لفشله في رصد هذه الاحداث والانتظار من الدول الخارجية لتعرفنا ماذا سيحدث على ارضنا؟
الم يكفي للانقلاب 18  شهرا من المطاردات والاعتقلات للثوار, وتركوا البلاد ملعبا للمخابرات الخارجية, الم يكفيهم تجنيد الجيش والشرطة والقضاء وإعلام ميت الضمير, اما آن لنا أن نستفيق مما نحن فيه الان الي متي تستمر الفوضى, الى أن يقضي الانقلاب على البلد بأكملها.