مجاهد المصرى
 
اسلامية ثورتنا واضحة كالشمس فى وضح النهار .. ليس ادل على ذلك من ذلك الرعب الهائل الذى انتاب جميع الاطراف – محليا واقليميا ودوليا – ابان تقدم الثورة حتى انتجت رئيسا شرعيا ، اذ اضطروا اضطرارا الى الكشف عن وجوههم القبيحة واسقاط مبادئهم الزائفة التى ظلوا يخدعون بها العالم ردحا من الزمن ، واعتقد ان لازال فى جعبتهم الكثير ، لم لا .. وهم يجيدون قراءة الاحداث والتاريخ ، ويدركون ان ذلك يعنى شروع المارد الاسلامى فى النهوض الفعلى بدءا من الراس المتمثلة فى القطر المصرى ، وانه فى طريقه حتما للوقوف على قدميه واستلام قيادة العالم ، ونبذ قيادتهم الفاسدة الى مزابل التاريخ ، خلال فترة زمنية قد لاتطول كثيرا
اسلامية ثورتنا واضحة كالشمس .. فالغالبية الساحقة من جسم الثورة - منذ بدايتها - ليسوا الا من ابناء الصحوة الاسلامية ، باستثناء قشرة رقيقة من غير الاسلاميين الذين تم تزييف لون الثورة بهم فى بدايتها ، ثم مالبثت غالبيتهم ان سقطت اقنعتهم هم ايضا مع تقدم الثورة ، فاصطفوا جنبا الى جنب مع اللصوص والافاكين والخونة والعملاء ، واذ بالاسلاميين ينفردون تقريبا بتحمل عبء المواجهة الدامية والكلفة العالية ، لتزداد اسلامية الثورة جلاء فوق جلاء 
اسلامية ثورتنا واضحة .. اذ انها الوقود الذى دفع الالاف المؤلفة الى التضحية بالنفس والنفيس ثم المواصلة والاصرار على نحو قل ان تراه فى التاريخ ، لا لشئ الا لارضاء الله تعالى وطلبا للجنة ، وهى معان لايدركها الا اصحاب العقيدة الربانية الصافية 
اسلامية ثورتنا .. ترى وضوحها ماثلا على الارض اضعاف ماتراه فى منابر الاعلام والبيانات والتصريحات ، تراها فى السمت والمظهر والاخلاق والشعارات والهتاف ووجوه الشهداء وثبات المعتقلين وتعليقات الاهالى ، بحيث لاتخطئها عين صادقة ، ليردد القلب من اعماقه دون تردد او التباس : اسلامية اسلامية
واخيرا .. فاسلامية ثورتنا من الوضوح والرسوخ فى ارض الواقع بحيث لاتحتاج الى اعلان مفاجئ ، اعتب على اخوانى الذين سلكوا هذا المسلك ، وكأنهم يقرون دون قصد بان الثورة لم تكن كذلك فى السابق ، كما انهم فرضوا على المشهد رطرطة كلامية ومعركة جدلية اثارت غبارا على نصوع الحقيقة ، فالثورة اسلامية حتى النخاع .. رغم الاحقاد ومحاولات التزييف التى مانقطعت منذ بداية الثورة 
ايها المجاهدون الثوار .. لنمضى فى طريق ثورتنا الاسلامية فلا طريق غيره ، دعونا من جدل المتنطعين وطنطنة المتكلمين وترف الجدليين ، لاوقت نضيعه ، فانتم من على الارض ، والارض هى التى ستحسم كل شئ باذن الله ، ثورتنا اسلامية ، اسلامنا هو الوقود وهو المحور وهو الهدف والمبتغى ، واهلا بالاصطفاف مع الاخرين - ولو كانوا قلة - نحن برايتنا وهم برايتهم ، اذ لا تعارض مطلقا بين الاصطفاف وبين اختلاف الرايات والهويات ، هذه قاعدة بديهية ، ومن اصر على غير ذلك بدعوى تجنب الشقاق فهو الذى يريد الشقاق ، ولا خير من وراءه ، بل ربما زادنا اصطفافه معنا ضعفا وخبالا 
ثورتنا اسلامية وستظل اسلامية ، لن نسمح بتمييع ذلك مرة اخرى ، لن نعود ابدا للوراء ، لن نسمح للمحتالين ان يسرقوا الثورة ثانية ويسلبونها اسلاميتها ، ايانا ان نفرط فى شئ من ذلك ، ايانا ان نطلب رضا الناس فى سخط الله ، بل نطلب رضاه ولو سخط الناس ، لانه هو وحده الناصر .. والمعين 
(ومالنصر الا من عند الله العزيز الحكيم)