بقلم : حسن القباني
تظهر شمس دعوات الاصطفاف بعد تبرئة فرعون مصر واكثر من عام ويزيد من تحقيق انتصارات جزئية في معركة اسقاط الانقلاب ، وسط غيوم كثيفة من السيناريوهات المريبة والتصريحات العدوانية والتحركات الضبابية ، وتخرج تسريبات جديدة في توقيت مشحون بتأويلات عديدة وتصدعات واضحة – أو هكذا نرى - في معسكر الانقلاب ، لتشهد مصر مشهدا جديدا ولغة جديدة وتحركات جديدة في مسار الثورة المستمرة بيقين وإيمان بنصر الله ضد الانقلاب العسكري، ولكن لابد من تأكيد ضبط البوصلة الثورية واستعداد الوعي الثوري لأي احتمال وأي سيناريو.
إننا لن نقبل بتغيير الانقلاب لملابسه أو قفاز يده أو رأسه ، ولن نقبل باستمرار الانقلاب ، ولابد من ازالة الانقلاب وما ترتب عليه ، والازالة لا تعني الازاحة ، فهى تعني القرار الجذري الوجودي، فهي معركة وجود بين مصر الثورة الشعبية وبين عصابة الدم والخيانة والعمالة ، والعصابة مرصودة ومعروفة ، و"ماترتب عليه" عبارة لا تعني الترميم أو التدليس ولكن التصحيح والانصاف والقصاص.
إن الانقلاب جريمة كبرى ومن أكبر الكبائر السياسية ، وما يترتب علي الانقلاب جرائم كبرى ، سواء قرارات او اجراءات او اتفاقات ، أومجازر ومحارق ، تستوجب الحساب والقصاص لا المساومة والفصال ، وبالتالي فمن غير المقبول لا عقلا ولا شرعا التفريط في تصحيح كل ماتم بناء على الانقلاب واستعادة الوضع الصحيح والمسار النظيف ، وبالتالي فأي حديث عن اسقاط انقلاب دون ازالة ما ترتب عليه من جرائم واجرام هو حديث من باب تحسين ظروف الانقلاب وتعاون على الاثم السياسي والعدوان على الوطن والثورة.
إن البعض يتحدث عن مخططات خبيثة لتقزيم الثورة أو الالتفاف عليها واحباط مسارها في محطاتها الأخيرة قبل الانتصار ، وهو حديث قد يلامس الواقع ، ويتزامن مع تحليلات قيمة عدة تحاول قراءة المشهد عن قرب ، ولكن الوعي الثوري ترسخ بفضل الله ، والدماء قد حسمت المسار بحول الله ، والارض تنطق ثورة في كل مكان في مصر بارادة الله ، ومن مصلحة الجميع – ونكرر من مصلحة الجميع – أن تنتصر ثورة 25 يناير وأن يسقط الانقلاب العسكري وما ترتب عليه من تجميد لمسار التغيير السلمي واهدار للشرعية الدستورية والحقوق والحريات والثوابت الدينية والوطنية والعربية ، وأن يطبق القصاص.
وهنا نقول إن الاصطفاف الجماهيري قيمة ثورية مهمة ، هي موجهة الي الشعب المصري الحر ، لنستكمل صفه في معركة الحق ضد الباطل ، ومربع الثورة ضد الثورة المضادة ، للوصول الي الحالة الحرجة المفجرة للحسم والانتصار، ولا مكان – وبحق – لمن باع الثورة في السهرة "اليونيوية" الحمراء ، ويريد أن يبيعها مرة آخري بعد تبرئة الفرعون لكفيل آخر .
لا اصطفاف مع أدعياء الثورة فرع "رمي الجتت" أو فرع الانقلاب ، فكلامنا عربي فصيح وواضح وهم لا يفهمون الا عبري بحسب الوراد لهم في خطة "ب" من صندوق بريد البيت الدموي الكائن في 1600 شارع بنسيلفانيا ، أما الذين صححوا المسار،وقدموا دلائل الانسانية والعقل والتصحيح فأهلا بهم في معركة الثورة ، ثورة 25 يناير .
ومن أهم الضوابط في - رأينا – في ظل زخم الدعوات الحالية والمستقبلية مع قرب ذكرى 25 يناير ، ألا نغرق في التشتت والتشتيت والانحراف حتى لا تتوه قبلتنا الثورية مجددًا ، فالمعركة الجزئية جزئية والكلية كلية ، والاصطفاف ليس شيكا على بياض ، وبالتالي فالتوزان واليقظة مطلوبان ، فلا قصاص بدون استقلال، ولا استقلال دون هوية، ولا هوية بدون حرية، ولا شيء من هذا دون وطن وعي ثائر ودون استمرار آليات القوة الراشدة في مواجهة القوة الغاشمة.
لقد انتهى الشوط الاول بتقدم الثورة بارادة شعبية ودخول الرئيس البطل الصامد محمد مرسي قصر الاتحادية ممثلا لثورة 25 يناير وهزيمة أحمد شفيق ، وانتهي الشوط الثاني بتعادل الثورة المضادة بعد انقلاب عسكري وتبرئة فرعون مصر وبدأ الشوط الاضافي الثالث ، فإما ثورة كاملة أو ثورة كاملة ، ولا خيار ثالث فالثورات غير الكاملة مصيبة كاملة ، والثوار أصحاب القرار والشارع لنا ، والله غالب .
لا استمرار للانقلاب العسكري الغاشم
لا لتبديل وجوه الانقلاب بمبارك جديد
لا لافلات مجرمي الانقلاب من القصاص
----------------
منسق حركة صحفيون من أجل الاصلاح