الانقلاب الآن يبيع كل شيء
يبيع الوطن ، ويبيع معنى الوطن ، ويبيع قيمة الوطن ، ويبيع هُوية الوطن .
يبيع الشعب ، ويقهره ، ويجرده من إنسانيته ، ويسلب حريته .
إذا تمكن الانقلاب من البلاد والعباد سيكون الجوع هو شعاره ، والفقر هو دثاره .
ستكون إسرائيل هي سيده الموقف ، والمصريون هم عبيدها .
ستكون ثروات البلد مقسومة بين من باع ضميره ، وبين إسرائيل ومن ورائها الغرب وأمريكا ، أمَّا الفتاتُ فللشعب الذي تم استعباده .
سيكون المقتول قاتلا ، والمظلوم ظالما ، واللصُّ شريفا والشريف لصاً .
ستكون الحرية كل الحرية للرقاصين واللصوص والجواسيس والتافهين .
وسيكون السجن والاعتقال للأحرار ، وللعلماء المخلصين ، ولأصحاب العقول المتميزة ، والضمائر الحية .
سيموت دينُ الحق ، وكلمة الحق وسلطان الحق ، وستبقى قشور الدين ، وكلمة الزور، وسلطان الظالمين .
سيختفي أبو بكر وعمر ، وسيعلو أبو جهل وأبو لهب وابنُ سلول .
إن لم يزُلْ الانقلاب ستحل المصائب على البلاد ، وستعم الكوارث التي تصير معها كوارث الماضي الكئيب ككارثة 67 كأنها نعمةٌ من النعم أو عطية من العطايا .
الظلمُ مؤذن بخراب العمران كما قال بن خلدون من قبل ، والساكتون على الظلم سيدفعون حتما الثمن من كرامتهم ومن قوتهم وقوت أولادهم ومن قوت الأجيال اللاحقة التي  لاشك ستلعنهم.
الانقلاب الآن في طريقه إلى مزيد من الجنون ، ومزيد من سفك الدماء ، ومزيد من التنازلات لأعداء البلاد مقابل وقوفهم معه ..... سيتنازل عن الثروات .....سيتنازل عن الكرامة .....سيتنازل عن الأرض والعرض ......سيتنازل عن الدين .....عن الأخلاق ......سيتنازل عن كل ما يطلبه الصهاينة مقابل البندقية التي يقتل بها أبناء شعبه  .
الانقلاب لا يهمه سوى الكرسي ليجلس عليه ولو على جماجم الأحرار.
وليس أمام الأحرار الان سوى الموت بكرامة أو الموت داخل جدران السجون وأعواد المشانق.
ليس أمام الأحرار سوى استمرار الثورة حتى يأتي نصر الله  .