بقلم - المعلم المصري :

 
لم يدر بخلد الدكتور مرسي أو أي مصري وطني حر عندما قال الرئيس : " ... أن آباءهم وأجدادهم كانوا رجال لا يقبلون الضيم ولا ينزلون علي رأي الفسدة ....... "
 
أن من قاموا بالإنقلاب عملاء وليسوا فسدة فقط .
 
فقد أسس العسكر في مصر خلال الستين سنة الماضية للفساد فقد زرع بذور الفساد العسكرفي عهد عبدالناصر ورعاها العسكر في عهد السادات وقطف ثمار الفساد في عهد مبارك . وللفساد أشكال عديدة وفي مجالات كثيرة مثل قضاء الخدمات والحصول علي مميزات ليست من حقك بالرشوة وتولي المناصب ودخول الكليات العسكرية والشرطية والقضاء وغيرها بالمحسوبية علي حساب معياري الأمانة والكفاءة وانتشر الفساد في مصر انتشار السرطان في الجسد حتي استشرت الطبقية والعنصرية حتي أصبح شعار الفسدة أن ابن القاضي لابد أن يكون قاضي وابن الضابط ضابط وابن الوزير وزير وأيضا ابن الفلاح والعامل فلاح وعامل .
 
وفي ظل البيئة الخصبة للفساد حرصت أمريكا وإسرائيل  علي تبني كثير من العسكريين والإعلاميين ورجال الأعمال وكبار رجال الدولة والإنفاق عليهم ببذخ لاستخدامهم كأدوات لتحقيق مستهدفات المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة .
 
وعندما ثار الشعب المصري في 25 يناير 2011 علي الظلم والإستبداد والفساد تحت شعار عيش حرية عدالة إجتماعية كرامة إنسانية واستطاعت الثورة الإطاحة برأس النظام وكانت الفرحة عارمة عند أحرار الشعب المصري ولكن شبكات الفساد والدولة العميقة كانت متوطنة داخل جميع مؤسسات الدولة .
 
فقد كانت ثورة 25 يناير تهديد قوي للمشروع الصهيوأمريكي وعملائه في المنطقة وفي الداخل المصري فتأهبت الثورة المضادة بدعم إسرائيلي أمريكي خليجي أوروبي فانقضوا علي الثورة بعد خلع مبارك مباشرة وكان المجلس العسكري رأس الحربة للثورة المضادة بالتنسيق مع القضاء والإعلام والأجهزة الأمنية ورجال الأعمال فقد فرقت الثورة المضادة بين شركاء الميدان تارة بالتخوين وتارة باستيعاب مجموعة من شباب الثورة بالترغيب والترهيب ومن خلال الإعلام شحنت كثير من المصريين ضد الثورة تزييفا وتضليلا لوعيهم وكانت المهمة سهلة فكان الشعب حديث عهد بالثورة ومكتسباتها وكان مستهدفا من عشرات السنين لتغييب وعيه من خلال الإعلام والتعليم وغيرها .
 
وبعد إنتخاب الرئيس مرسي كأول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر في أنزه انتخابات في تاريخ مصر بشهادة الداخل والخارج رفضت كل مؤسسات الدولة المسرطنة بشبكات الفساد والتي يتحكم فيها الدولة العميقة التعامل معه لإفشاله ومع ذلك تحققت نجاحات كثيرة في مجالات متعددة  . فبدعم خارجي تآمري علي الثورة بدأت الثورة المضادة في الإسراع للإنقلاب علي إرادة الشعب وفرض وصاية عليه وهذا ما حدث بالفعل في الثالث من يوليو 2013 , وبعد أكثر من عام علي الإنقلاب العسكري أستطيع أن أقول بيقين أن قادة الإنقلاب العسكري من العسكر والشرطة والقضاء والإعلام ورجال الأعمال والسياسين صهاينة عرب عملاء للمشروع الصهيوأمريكي - وموقفهم من العدوان الإسرائيلي علي إخواننا في غزة خير دليل - وليسوا فسدة فقط فكل عميل بالضرورة فاسد وليس كل فاسد بالضرورة عميل . 
 
فقد غيروا عقيدة الجيش المصري فأصبح يقتل المصريين في الشوارع بدلا من حمايتهم , وانشغل بحماية حكم العسكر ومطاردة المتظاهرين  ومنافسة كل وزارات الدولة في الأنشطة التجارية والصناعية واستحوازه علي 50% من الإقتصاد المصري بعيدا عن ميزانية الدولة , ويدمرون ويفككون الجيش من الداخل لصالح إسرائيل , وأصبح العدو الإسرائيلي صديق ولنا مصالح مشتركة معه وأصبح الشقيق الفلسطيني عدو وإرهابي , وليس عند الإنقلابيين مانع من تدمير وتفكيك مؤسسات الدولة وإسقاط الدولة لصالح الصهاينة والأمريكان .
 
واستمرار الثورة وانتشارها الغير متوقع من الثورة المضادة وداعميها  بعد كل القتل في مجازر أبشع من مجازر إسرائيل في غزة  والإعتقال وأحكام الإعدام واغتصاب الفتيات  في سجون وأقسام الإنقلاب ,  بالسلمية المبدعة لمدة عام والموجعة في الفترة القادمة كما أعلن التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الإنقلاب العسكري لإحداث توازن في الرعب لإضعاف أدوات الإنقلاب التي يستخدمها في قمع الشعب المصري الثائر , وهذا الصمود الأسطوري من الثوارفي كل الميادين والشوارع ومن الرئيس مرسي ومن كل الأحرار في سجون الإنقلاب علي الرغم من القتل والإعتقال والمطاردة فالإستمرار دليل قاطع علي قرب كسر الإنقلاب الذي يترتب عليه بالضرورة نهاية المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة وعملائهم في الداخل المصري .
 
النظم الدكتاتورية العسكرية مثل النظام المصري الإنقلابي الحالي تصنع أعداء وهميين حتي يكون لهم مبرر دائم لقمع المعارضين وقتلهم وتمعن هذه النظم في إفقار شعوبهم وسلب حرياتهم  وقهرهم واستعبادهم تحت مسمي محاربة الإرهاب في حين أن الإنقلاب هو الإرهاب .
 
فعلي الثورة والثوار في هذه المرحلة فضح الإنقلاب العسكري وإظهار فشله في كل المجالات وإفشاله وإرباكه وإنهاكه وأيضا الإستعداد لما بعد كسر الإنقلاب " ..... يسألونك متي هو قل عسي أن يكون قريبا  " عاشت مصر حرة.