بقلم : حسن القباني

بينما يستعد الشعب الواعي لانتفاضة 3 يوليو  في طريقه المبدع لاسقاط الانقلاب ، لازالت تدور رحي المعارك الكلامية لنخب سهرة 30 يونيو الحمراء حول قضية الشرعية الدستورية وتحديدا حق  الشعب في عودة الرئيس محمد مرسي لمهام عمله ولو حتى كمفتاح لحل شامل وعادل ، وهي معارك تبدو كخطاب أمل زائف لناتج سهرتهم المزعومة التي عزف عليها الانقلاب العسكري الغاشم أنغام غدره الدموي ، وهنا الأزمة بعد المشاركة في الجريمة .
أزمة نخب سهرة 30 يونيو – والعبارة للدكتور سيف عبد الفتاح –  أنه بعد فشلهم في تحقيق أي مطلب من ورقة تمرد ، سوى المساهمة في تنفيذ الانقلاب العسكري علي اول رئيس مدني منتخب ، يواصلون تلك المساهمة الجريمة ، برفع لافتة  مناهضة الشرعية من داخل معسكر العائدين – هكذا يبدون – الي مربع الثورة بعد تمرير الانقلاب والثورة المضادة، وذلك قمة الانقلاب.
 
لدى كثيرون شكوك واسعة تتزايد كل يوم ، وتندفع الي مربع الحقائق لتعلن أن كل متجاوز للشرعية ولو حتي كمفتاح للحل ، هو انقلابي مستتر، فإمارة رفض الانقلاب هي احترام الشرعية للخاسرين لاستحقاقات تكوينها الديمقراطي فضلا عن دعمها للمؤيدين له ، وإلا قولوا لنا واحكوا لنا عن أي خبل لرفض الشرعيات هكذا في تاريخ مقاومة الانقلابات ، فاليسار الذي فقد ابنه رئيس تشيلي الشرعي المنتخب في انقلاب الامريكي العميل بونيشيه ، لم يتخلي عنه ولم يذكر التاريخ مثل هذا "الهجص" الذي يدور حول مرسي وباقي مكونات الشرعية من نخب لا تريد الفصل بين اشخاصها وفشلها والوطن وحتمية انجاحه.
في هذا الاطار هل يمكن أن نفهم مقالات وحيد عبد المجيد الاخيرة بحق جبهة انقاذ العسكر ، هكذا التسمية الادق ، بما فيها من اشارات واضحة عن تفسير واضح للتعامي المتواصل عن حقوق الشعب من البعض الذي دفعه فشله للانتقام من التلميذ المتفوق عليه بالتحالف مع بلطجية الفصل ؟ ، وهل يأتي وقت يعترف فيه منظرو السهرة بأنها باتت سهرة حمراء بعدما تخضبت بدماء المصريين المناهضيين للانقلاب ؟ وهل تتواصل المراجعات السياسية والضميرية لاقرار الرفض الكامل للانقلاب من النخب المتعامية التي شاركت في السهرة ؟!.
يجب أن نقدم التحية هنا ، لكل من استيقظ ضميره واصدر حكما في سهرة 30 يونيو وورقة تمرد واخرهم السيدة الحرة عايدة سيف الدولة ، التي وصفت ما حدث بـ" الاكذوبة الكبرى"، وأعلنت ندمها عن مشاركتها في تلك السهرة ، وهي تحية خالصة للوطن ، ستستمر طالما استمرت صحوة الضمير .
 
ويجب أن يعي الجميع أنه بعد عام كامل من دفاع تاريخي للشعب المصري عن حريته وارادته وهويته وثورته ، أن أي حديث بعيد عن استرداد الثورة ومكتسباتها وفي مقدمتها الشرعية الدستورية ، حرث في الماء، وضجيج بلا طحن، وسيركله الثوار الذي باتوا يؤمنون ان ذلك الحديث المخادع هو في حقيقته مسكنات لسرطان "الانقلاب" الذي يجب استئصاله قبل أن يدمر الوطن، ويجعل الوطن في مهب ريح أي لئيم كذاب أشر .
لن تقبل الثورة بمسارات استحمار مجددا ، وجدلات استغفال مرة اخري، وهناك فرق بين الاخطاء السياسة التي اتضح للجميع انها جزء من مؤامرة الافشال التي دبرت للثورة وما نتج عنها وارتكبها الجميع بقصد أو بدون قصد ، وبين الجرائم الممنهجة التي ارتكبها السيسي ومليشياته ولم تواجه حتى الان بحساب عادل أو تتوقف نزولا على ارادة الشعب ونداء العقل .
دعونا نؤكد أنه في قطاع العائدين من سهرة 30 يونيو رموز ايجابية رفضت الباطل والظلم والاستكبار وصدقت عودتهم الخالصة للوطن ثم للمباديء ، وعلى هؤلاء يجب أن تعول الجبهات الثورية ، ولا تنجر وراء الانقلابيين المستترين ، ففي ذلك اضاعة للوقت ، وتحليق وراء السراب ، فهؤلاء المتخفين وراء شعارات الثورة يزرعون في صفها المناضل حقول ألغام تحت اكاذيب شتى .
 
إن قضيتنا هي قضية استرداد ثورة ، وحرية وطن ، وارادة شعب معطلة ، وتحرير سلطة مغتصبة ، واعطاء الحق لاصحابه ، والحفاظ علي مصر دولة لا معسكر ، مدنية لا فاشية عسكرية ، عربية لا غريبة ، اسلامية معتدلة لا علمانية متطرفة ، وليس قضية كرسي زائل ولا صراع نخبوي ،  ولن تكون ، ويبقي الاعتذار واجبا علي نخب السهرة  الحمراء التي استخدامها العسكر في مؤامرة ضد ثورة 25 يناير ومكتسباتها ، أو أن تعترف باستمرارها في خدمة الانقلاب ولكن عليها ان تنتظر مصيرها فالتاريخ يؤكد أن آخر خدمة الغز علقة!.
ثوروا تسعدوا.. واصطفوا تنتصروا .. وابشروا بتحرر الأوطان
---------------
منسق حركة صحفيون من اجل الاصلاح