حسن القباني
تأتي مبادرة "استرداد ثورة 25 يناير والمسار الديمقراطي " في وقت حرج ، لتجاوب علي الاسئلة التي يطرحها الكثيرون عن الرؤية الثورية لما بعد اسقاط الانقلاب ، خاصة مع توسع قاعدة الرفض الشعبي للانقلابيين ، وتتجاوز الجدل المصطنع حول مكاسب الثورة التي تجذرت في التربة المصرية ، ووسط ازمة الانقلاب مع فشله في تنفيذ خارطة الطريق المزعوم واضطراره لممارسة الدعارة مع امريكا واعلانه الزواج منها والانقلاب علي خارطته ذاتها .
وكأي تجربة سياسة بشرية ، فان المباديء العشر هي جهد متميز له اهداف نبيلة ، يستحق الترحيب والتثمين من حيث المبدأ ، ولكنها تتطالب الحوار علي الاليات والتفاصيل ، بكل صراحة ووضوح ، بطريقة تقوي الحراك الثوري والحقوق وتضعف الانقلاب وصولا لاسقاطه بلا قيام، وهو الأمر الذي يعمل عليه كثيرون الان بحسب ما اعلن.
البنود العشر نفسها ، تحمل عباراتها ومضامينها معظم المطالب الثورية والوطنية ، في رأينا المتواضع ، ولكنها بطبيعة الحال تحتاح لحديث حول الاليات أو حتي لتطوير ذاتها ، وهو حديث يحتاج الي ابداع وان يشارك فيه الجميع ، فربما فكرة ابداعية ظن صاحبها حمقها كانت سببا في انهاء جدل محتمل في التفاصيل .
إننا هنا ، لا نري ضرورة في اعلان الكيان الثوري المرتقب ، قبل التشاور علي التفاصيل والاليات ، حتي يكون الانشاء علي بصيرة ، ونؤيد في ذلك الاتجاه الاقتراح المتدوال بانشاء "أمانة لتنسيق الحوار حول المباديء" ، للقيام بكل الاجراءات حتي يشهد الكيان النور ، بعيدا عن الانسياق وراء انشاء كيانات قبل الاتفاق علي تفاصيلها.
وندعو في هذا الاطار ، الي تهمل انصار الشرعية ورفض الانقلاب في اصدار موقف مسبق من المباديء، خاصة فيما يخص تمكين الشرعية ، فالمباديء جاءت لتعيد الثورة والديمقراطية ، والرئيس المنتخب المختطف الدكتور محمد مرسي مفتاح الحل ، وحقوقه محفوظة في نصوص كثيرة من المباديء سواء في المقدمة او في البنود، ولا احد يملك أحدا التنازل عن احد مكتسبات ثورة 25 يناير ولكن في التفاصيل تحل كل الأمور.
إن المباديء العشر بداية لرسم مستقبل مصر وخارطة طريق الثورة ، فلندعمها كي نتلافي الماضي البعيض ونزيل اثار الانقلاب الارهابي البغيض ، ومن دعمها تطويرها وتجويدها والابداع في وضع تفاصيل غير تقليدية لالياتها والصبر علي المنتج .
نشكر كل صاحب جهد في هذه المباديء التي تقدم أملا سياسيا داعم للثورة السلمية المتواصلة في كل نواحي الوطن ، ونأمل ونحن نضعها بين يدي زملاء المهنة واصحاب الرأي ، لنتدوال عليها داخل البيت الصحفي أن نبدع ونحن اصحاب الكلمة وفرسان القلم والفكر ، في تقديم دراسة للمباديء تخدم استعادة ثورة 25 يناير ومكتسباتها الدستورية الديمقراطية وتقر الخلاص لكل مصري مظلوم .
--------------------
منسق حركة صحفيون من اجل الاصلاح