بقلم/ محمود عبد الرحمن
تحاول أبواق الدعاية النازية الصهيونية العلمانية المرتزقة فى مصر أن تطبل وتزمر وترقص لتصور أنه حدث تقدم فى (كارثة الطريق) ليه؟ قالوا لأن الاستفتاء على دستور الدم قد تم، ولأن الانتخابات الرئاسية سوف تأتى بالديب من ديله.. هذا هو التقدم الذى يظنوه.
وهذا أحد الأسئلة التى يطرحها بعض محاورى الجزيرة – على سبيل استنفار الضيف المؤيد للشرعية للرد وبيان زيف هذا الكلام، وأحيانا يكون الضيف متمكنا فيبين الرؤية المقنعة بتفاهة هذا التقدير، وأحيانا يكون الضيف دون المستوى.
لكن من كثرة تكرار السؤال – وخصوصا من محمد ماهر عقل – يوم الجمعة ، عندما تكون الفعاليات فى قمة الروعة والإبداع والبطولة والتضحية، فيكون السؤال الميت: وماذا حققت الفعاليات على مدى 3 أشهر...، 6 أشهر،....، عشرة أشهر ؟ الناس تقتل فى الشوارع، وخريطة الطريق ماضية والسيسى جاى جاى؟. حتى تكاد تشك فى أن المذيع مقتنع فعلا أن سؤال الاستفزاز ليس سؤالا بل حقيقة واقعة.
رغم أن الحقيقة مضيئة كالشمس فى (رابعة) النهار، وهى أن هؤلاء الشباب والشيوخ، رجالا ونساء فى الشارع، وهم يمثلون الكتلة الإيجابية ، والقلب النابض للأمة ، نابض بالإيمان ، وبالاستعداد للتضحية من أجل الدين والوطن، هؤلاء الثوار يوقنون أنهم سيبنون مصر العزة والكرامة، بأيديهم الفتية، وعزائمهم الفولاذية، يوقنون أنهم سيكسرون الباطل ويسقطون الانقلاب لأنه سقط فعلا عندما فشل فى كسر إرادتهم، وعندما تحرروا من عبودية البيادة ، وتحرروا من الوهن: من حب الدنيا وكراهية الموت.
ولما تحرروا وامتلكوا إرادتهم وقرارهم قالوا لعصابة الانقلاب: ولشيخ المنصر: " سنذركم فى طغيانكم تعمهون" ، "ونذركم تخوضون وتلعبون حتى تلاقوا يومكم الذى توعدون".
ولنعد إلى الحقيقة التى ترد على السؤال:
إنهم لم يتقدموا ولا خطوة واحدة بل تراجعوا خطوات:
انظر إلى الذين نزلوا للرقص (للعر#) فى التحرير آخر مرة، كانوا حاجة تكسف لو كان عنده دم، أعدادهم لا تتعدى بدون مبالغة 20-30 ساقط وساقطة – رقاصين.
أين الذين صرفوا عليهم (4) مليار جنيه لينزلوا فى 30 يونيو؟ إنهم ذابو كالملح فى الماء ، ولم يعد لهم أثر.. لما خلصت الفلوس.. انتهى الدور.
أين السياسيين الذين استدرجوا للدعوة إلى 30 يونيو قبل أن يعلموا حجم الكارثة والمجازر التى خطط لها السفاح - أمثال عبد المنعم أبو الفتوح، والبرادعى، وزياد بهاء الدين وعمرو الشوبكى، وحتى أحمد المسلمانى، وحتى أحمد وصفى قائد الجيش الثانى.
أين الكتلة المسيحية التى سارت خلف تاوضروس فى طريق عداء الكتلة الإسلامية التى تمثل 70% على الأقل، أظنهم اكتشفوا الخطأ التاريخى الذى ارتكبوه بعداء الشعب من أجل أهداف قيادة مريضة بالكراهية، هذه الكتلة لم يكن لنزولها كثافة ولا قيمة فى استفتاء الدستور، ولم تنزل بعد ذلك لدعوات تأييد ترشح السفاح.
بل أين يختفى السيسى المذعور فى حملة الانتخابات – وأين هذا مما فعله د/مرسى بحضور المؤتمرات الجماهيرية الحاشدة وسط أنصاره ومؤيديه؟
انظر إلى الهاشتاج الذى اشتعل كالنيران الغاضبة لتبين حجم الكراهية والرفض المصرى والعالمى للشخصية والمشروع السيساوى الانقلابى الصهيونى، لقد تخطى المليار وأصبح رقم (1) فى العالم.
أين ذهبت وزارة الزبلاوى الانقلابية ، وماذا تفعل ورارة محلب الحرامية؟
أين ذهبت أرض مصر التى أعطيت للإمارات بالمجان، والحقيقة أن الذى أخذها لص، والذى أعطاها شيخ منصر ؟
أين ذهبت أموال الخليج الداعمة للانقلاب 12 مليار دولار؟ لقد ابتلعها اللصوص الكبار المؤيدين للإنقلاب.
أين ذهبت أموال البنوك المصرية - أموال المودعين، لقد غرف منها الانقلاب أكثر من 590 مليار جنيه دين داخلى، هل تتصورون؟
أين الحد الأدنى والأعلى للأجور؟.
أين حقوق العمال، والأطباء والمعلمين، وعموم الموظفين، والفئات الفقيرة والمهمشة التى تنتظر الذبح على خلفية رفع الدعم، والارتفاع الجنونى للأسعار.
أين تموين د/باسم عودة الذى خدم الملايين وقد نموذجا نادرا فى الخدمة العامة ندر أن تجد له مثيلا؟
كيف توقف الاستثمار، وماتت المشاريع الخاصة والعامة ، وتوقفت أو كادت حركة البيع والشراء؟
لماذا انخفضت قيمة الجنيه أمام الدولار، والذهب، وبالتالى أمام أسعار المنتجات الزراعية والصناعية؟
إلى أين تصل أزمات الكهرباء، والماء، والسولار والبنزين؟
كيف حال الشرطة والداخلية المنهكة والمذعورة بعد استخدامها فى القتل الممنهج وحرب إبادة الشعب المصرى.
كيف حال الأمن الغائب، وانتشار الجريمة والمخدرات وسرقة السيارات باتفاق مع ضباط الشرطة؟
المعتقلون من ضباط وجنود الجيش الشرفاء بالمئات والرافضون الصامتون فى حالة غليان وعمليات التصفية الجسدية لبعض القيادات تتم فى الكتمان ودون إعلان.
**** أما الصامدون الثائرون المرابطون المجاهدون، الذين لا ينتظرون أجرا ولا مثوبة إلا من رب كريم.. هؤلاء ضربوا للعالم كله أمثلة ليس لها سابقة ولا نظير فى النزول اليومى والتضحيات على مدار عشرة أشهر وما زالوا (مكملين) والأعداد والشرائح فى نماء وازدياد، والإصرار على تحقيق الأهداف لا يحتمل المساومة، ولا التراجع.
**** هل بعد ذلك نقول إنهم يتقدمون، ويحققون ؟ ماذا يحققون؟ أوراق مملوءة بالأكاذيب وأشكال انتخابات (تحصيل حاصل)؟
لن يصمد ذلك أبدا إن شاء الله ، أمام صاحب الحق – صاحب الإرادة، المارد الذى استيقظ فى 25 يناير وانتفض ضد الباطل فى 3/7 ، ازداد وعيه وعرف طريقه وعلت همته.
فى الطريق صبر.. نعم.
مباراة بالنقاط.. نعم.
التضحيات مستمرة .. نقبل.
قد يطول الطريق.. بعلم الله وقدره، ولا ضير .. إنها معركة وجود، ودفاع عن الهوية الإسلامية، ودفاع عن أمة ووطن.. معركة تستحق منا ذلك وأكثر من ذلك.
والله المستعان.