عبدالحكيم الشامي
الأتباع والعبيد هم من يصنعون الطغاة، ولو امتنع هؤلاء عن النفاق والكذب لسقط الطغاة فورا.
هذه البدهية تفرض علينا أسئلة جدلية، خاصة ونحن مقبلون على فرض "فرعون الأنابيب" السفاح حاكما لمصر:
- ماذا لو رفض ضباط الجيش والشرطة تنفيذ أوامر السفاح وعصابته بارتكاب جرائم قتل المصريين وحرقهم وتعذيبهم؟
- ماذا لو تفادى أي قاضى ووكيل نيابة، بمحض إرادته وبما له من صلاحيات وبما تقتضيه ضوابط مهنة العدالة، تسييس الأحكام وتلفيق الاتهامات وتمديد الحبس الاحتياطي دون مبرر؟
- ماذا لو قام كل إعلامي بدوره المهني بحيادية ولم يتورط فى جرائم التحريض والنفخ فى نار الكراهية والانقسام المجتمعي والحض على العنف وممارسة الكذب على أوسع نطاق؟
- ماذا لو امتنع المستَغفَلون والمحتالون والنصابون وخربى الذمم عن الذهاب لمسرحية الانتخابات الهزلية المزمع إجراؤها قبل نهاية الشهر الحالي؟
- ماذا لو رفض كل المحيطين بالسفاح تصرفاته؟ هل كان سينجح فى تنفيذ مشروعه الانقلابي؟
الإجابة: لو حدث كل ذلك ما كنا وصلنا إلى ما وصلنا إليه؟ وماكان فرض علينا هذا التضليل والضلال والسير المؤكد إلى سكة الندامة.
بالتأكيد كانت الصورة ستتغير تماما، ولكن الأمور تجرى بمقادير "ليميز الله الخبيث من الطيب" و "ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة" ولندرك نحن حجم وطبيعة النفاق والمنافقين والمرتزقة والمطبلين من شعب مصر الموصوفين بالفسق فى القرآن الكريم منذ بواكير الفرعنة "استخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين".
العبيد وأشباه الرجال دائما يتوهمون أن استنقاذ أنفسهم ومكاسبهم يأتى بالانبطاح أمام نزوات الطغاة، والحقيقة أن من يلتمس النجاة بركوب قوارب الطغاة يغرق معهم ويخسر كل شئ، ولكن أخطر ما في الأمر أن هؤلاء فى نظر الطغاة مجرد أحذية وأدوات رخيصة تستخدم لسحق الأحرار واستذلال الشعوب.
والمؤكد أن سنن الله فى كونه لاتحابى أحدا، فالأحرار هم من ينتصرون فى النهاية و الطغاة والعبيد دائما إلى مزبلة التاريخ.. فكن حرا وثق أنك أنت الأعلى.