حسن القباني
لم يكن غريبا ان يتم التنكيل بقلم متوزان وحر جديد بقدر الكاتب الكبير والمفكر الاسلامي فهمي هويدي في اليوم العالمي لحرية الصحافة ، فالكتابة في زمن الانقلاب لها ضريبتها ، طالما لم تكن منافقا ومدلسا أو تمارس الارهاب الفكري علي ثوار 25 يناير ، والحقيقة لها ثمنها طالما لم تسمع كلام الرقيب وتكذب علي الثوار خاصة الاخوان وتمجد في اعداء ثورة 25 يناير .
ورغم مرارة المشهد الا ان المفارقة ، كانت حاضرة تفضح القمع في محاكمة صحفيي الجزيرة ، حيث عرضت النيابة الحالية ادلة اتهام للزميل محمد فهمي عبارة عن صور له مع قيادات بجماعة الاخوان المسلمين ، وكأن الصحفي مطلوب منه ان يقدم طلب للرقيب للاستئذان قبل مقابلة مصادره ايا كانت ، وهو ما يخلص المشهد العبثي بوضوح.
ان المشكلة الحقيقة ليست في قضاء يحتاج اعضاءه الي دورات لاستيعاب التطور في العمل الصحفي والاعلامي وانهاء العبث المضحك في الاتهامات الموجة ، ولا في اجهزة امنية خرجت عن مسارها الامني وترفض اعلان الحقيقة في عصر السماوات المفتوحة والانترنت ، حتي من باب ممارسة كل مواطن لمهنته ، وإنما في زملاء اتخذوا من نقابة الصحفيين مطية لتحقيق فوز مشين لاحزابهم الفاشلة واحلام"الاستاذ المغرور" ونزوات متطرفي اليسار والليبرالية السياسية التي بات واضحا انها غارقة في حب عصابة العسكر وكره المدنية والديمقراطية والحرية والتعددية.
بالطبع القاضي - بين هلالين - الذي يرفع مطرقة العدالة ليهدم بها استقلال الصحافة ويطوعها ، فهو مشارك في الجريمة ، التي تقوم بها مليشيات الانقلاب العسكري بسواء بالرصاص او بازهاق الحريات ، ولكننا نعتبر تواطؤ نقيب الصحفيين ضياء رشوان وعدد من اعضاء مجلسه مع القمع الانقلابي ، وتغيير دور النقابة الي حانوتي ، لهو الجريمة الأكبر ، ذلك انه وشلته باعوا كل تاريخ النقابة النضالي وكل قيم الزمالة وكل شعارات الكفاح النقابي من اجل قلة فاسدة عميلة قادت انقلابا عسكريا حقق اهداف امريكا والعدو الصهيوني واعداء الثورة والحرية والديمقراطية . .
إن حقوق الشهداء والمعتقلين والمتضررين من ابناء بلاط صاحبة الجلالة في مصر وغيرهم من ضحايا الانقلاب ومذابح الثورة المضادة ، لهي دافع نبيل لكل انسان حر يحترم انسانيته للكتابة بنزاهة وشرف وبسالة في زمن الانقلاب مهما كانت الضريبة ومهما كان الثمن ، فالصحافة ليست جريمة والوطن يستحق كل تضحية لنشر الحقيقة .
------------------------------ --------------------
منسق حركة صحفيون من أجل الإصلاح