مهندس / محمود إبراهيم صديق
(علاقه مصر بأمريكا علاق زواج شرعي وليست مجرد نزوه ليوم واحد ) اذا كنت واقفا علي الساحل الشمالي تمتد ببصرك الي اخر بيت مصري في الجنوب محاولا البحث عن رجل يقبل لبلاده كلمات اذعان دخولها في بيت الطاعه الامريكي سواء كانت الكلمات مقصوده او فهمت خطأ سواء كانت علاقه الزواج شرعيه او لحظات من العشق استسلم فيها اصحاب القرار لرجوله الطرف الاخر ..انك لا تستطيع ان تفصل المشهد من السياق العام الذي تعيشه الدوله او تجتزء الكلمات من اجمال المشهد المصري وسلوك صناع القرار والمؤسسات الرمزيه في مصر والمنوط بها الحفاظ علي سياده الدوله ورفعتها ...الكلمات السابقه لم تكن من رجل بسيط يتابع امام قنوات الاعلام المصري فقد عقله وبصيرته وبات يصدق كل ما يتلي عليه لكنها كلمات خرجت من قمه الهرم الدبلوماسي والسياسي في مصر ...
االسياسه الخارجيه للدوله تمثل فيمتها السياديه الاساسيه من خلال علاقاتها الدوليه وترتكز في بنيتها علي استقلال الدوله وقرارها السياسي ومدي امتلاكها للاراده الحره التي تمكنها من صناعه السياسه الخارجيه و تشكيل الياتها وتحديد مساراتها وتوجهاتها طبقا لاهداف الدوله وابعاد أمنها القومي .فالسياسه الخارجيه ليست هي فن ان تخلع ملابسك حتي القطعه الاخيره ليرضي عنك الطرف الاخر ولكنها في الحقيقه هي علم وفن التعامل مع الارادات السياديه المستقله والتفاعل مع الدول المتشاركه في منظومات او تحالفات سياسيه ومدي قدرتك علي التأثير في المجتمع الدولي علي نحو يحفظ السياده الوطنيه ويحمي الحقوق القوميه و يعظم من قيمه الشعب امام العالم من خلال علاقات تبني علي النديه والمصالح المتكافئه والاحترام المتبادل مع الاسره الدوليه مع امكانيه تعديل المسارات طبقا لاجنده مصالحك الوطنيه .عليك ان تعظم قيمه الشعب الذي تتحدث باسمه وانت علي قمه الهرم الدبلوماسي في مصر وان تضع نصب عينك ايدولوجياته ومفاهيمه وثوابته و حقوقه عليك كصانع قرار .لا لتسمح لغيرك ان يضع يده علي كتفك .فأنت لا تملك ان تضع كرامته في سله المهملات امام المجتمع الدولي باحاديث غير مسؤله تعبر عن احتياجك فقط للطرف الاخر اكثر من ان تفكر ان تستدعي قوه الشعب للاصطفاف خلفك والوقوف بجانبك ...لكنني لا اتوقف عن الموقف فقط ولكن عند التعبيرات ايضا التي تعبر عن الحاله العامه التي يعيشها المصريون من فراغ قيمي واخلاقي وفقدان الرموز المجتمعيه في السجون .فلا تندهش كثيرا ان كان هذا هو المنتج النهائي للعمل السياسي في مصر .
نتفق او نختلف مع الرئيس مرسي حتي التزم الحياد عندما اتحدث عن جانبا من صناعه القرار السياسي في مصر ..نعم نجح وباقتدار في اعاده تشكيل الخريطه السياسه الدوليه في مصر علي اعتبار النديه التي استمدها من قوه الشعب المصري و كانت جولاته الخارجيه تعبر عن فهم ووعي في مدي معرفه القوي والاوزان في المجتمع الدولي منذ بدايه زيارته الاولي للملكه العربيه السعوديه و اجمالا بالاتحاد الاوربي والمانيا ودول البريكس .وما اتسمت به علاقته بالولايات المتحده باطار من القوه ولم يعتمد علي سياسه رد الفعل وانما كان علي الصعيد الخارجي دائما علي مستوي الاحداث رغم ان الوضع الداخلي لم يكن بالتماسك المطلوب الذي يحتاجه صانع القرار . شعر المواطن البسيط ان مصر لا تدور في فلك اي قوي عظمي وانها في بدايه مرحله التأثير في المجتمع الدولي ولو قدر الله لنا يومها الانضمام الي مجموعه البريكس كما كان يطمح لتغيرت طبيعه العلاقات الدوليه والاقليميه كامله أضف الي ذلك مدي تأثير رؤيته في التعامل مع الاختبار الاصعب لحظه العدوان الصهيوني علي غزه ..
اتوقف ايضا عند متابعتي الي (الاستاذ الدكتور حسن نافعه) في برنامج حوار خاص . واندهش كثيرا في كيف نفصل النظريه التي نعلمها الي طلابنا عن المواقف الميدانيه في السياسه . لم اندهش من المفاهيم التي يراها ان ما حدث ثوره تصحيحه في عرف الثورات كيف تعزل نظام سياسيا بالدبابه . كيف تقبل ان يحاكم نظام الرئيس مرسي علي جرائم بديلا عن نظام مبارك و انت تعلم ان اي نظام سياسي له اخطائه السياسيه و ان اخطاء الانظمه طبيعيه في عامها الاول . لم اخرج الا بنقطه محوريه واحده من حواره وهي اخطاء الاخوان ولا ادري كيف يتحدث الرجل عن نظام لم يستطع تشكيل حكومه حزبيه وان كانت من حقه طالبا من جميع المشاركه . لم اتفهم كيف يحلل الاحداث وهو لم يتفهم ان مصر كانت في مرحله انتقاليه وهي الاصعب في حياه الحكومات و ليراجع تاريخ لنكولين كيف ادار المرحله الاصعب في تاريخ امريكا ..لم افهم كيف يري الدكتور ان الانتخابات القادمه معبره عن الشارع وانه خيارا طبيعيا و يري ان الدستور السابق معبرا عن الشعب واكبر كتله صلبه في المجتمع في السجون والتي حازت علي خمس استحقاقات انتخابيه . لا ادري اي المفاهيم السياسيه التي تحدث فيها عن امكانيه عداله انتقاليه يقوم بها قائد الانقلاب حال فوزه وهو جزء من جرائم ومجازر ومطلوب للمحاكمه من الشعب . السياسيون لا يصعدون علي مبادئهم وعلي اخلاقهم عندما يكون هناك اكثر من 23 الف معتقل في مصر فعلي السياسيين ان ينتبهوا ان الراي العام لا يحتمل لغطا او عبثا فالشعور العام لدي الجماهير غير ما تشعر به امام شاشات التلفاز او في حجرتك المكيفه..
الاحرار ما يزالون في بلادي ومازال الضمير السياسي يتحدث ومازالت القمم تتعالي بمبادئها . كل التقدير لعظماء التزموا طريق الحق بين النظريه والتطبيق .الاستاذ الدكتور سيف الدين عبدالفتاح والاستاذه الدكتوره ناديه مصطفي والاستاذ الدكتوره باكينام الشرقاوي ..
نريد مصر مرفوعة الهامة، عالية القامة، ينشد ابنائها نشيدها الوطني باعتزاز وفخر تحت حكم شرعي نتج عن اراده المصريين ..الثوره مستمره ..
------------------------
كاتب وباحث سياسي