محمد منصور : 

إننا حملة مشروع الإصلاح الذي أمرنا به الله عزو جل، و نفذه محمد صلى الله عليه و سلم ،و من يحمله فلا يصغرنّ  نفسه؛ لأنه عملاق، ما دام جنديا فيه؛ وليتحرك بكل طاقته؛ فإن أقل العيب على المرء أن يجلس في داره، كما أن الوصول المتأخر صورة من صور الغياب عن نصرة الإسلام ،و إن العلم البارد كاسد، وما قيمة عبادة تجعل صاحبها محايدا؛ وإن من علامة المقت إضاعة الوقت، ورحم الله من قال : إني أبرأ إلي الله من كل أخ لا يعمل إلا بتكليف.

وما لنا ألا ننفر؛ ونحن نري كم حملة شعواء علي المشروع الإسلامي، عبر كافة قنوات الإعلام المدفوع من قِبَل أجندة مَنْ لا يرضون أن يكون للإسلام الكلمة العليا، لابسين مسوح الديمقراطية و حرية الرأي و حق تداول السلطة؛ وما هم بفاعلين.

ولقد لخص موقفهم جون سبوزينو حين قال : نشجع الديمقراطية و التحول إليها إلا أنه من الناحية العملية هناك شرط واحد ألا ينتصر الإسلام في الانتخابات الديمقراطية .

وصدق الله حينما قال ( أتواصوا به ) الذاريات/53.

فالثبات الثبات

فأجدر بنا نحن أصحاب المشروع الإسلامي،أن تثبت وأن نتواصى بالحق ونتبعه الصبر و نستلهم قول الشاعر :

 

       وكن رجلا كالضرس ثابتا في موضعه *** يمضغ كل ما تحته حلوا كان أو مرا

ولا نخاف أحدا أو نهاب؛ فما فعله مَنْ كان قبلهم ليكفي لهدم أمة وأن تذهب مع الريح، ولكن الله معنا و وصيته لنا :( فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك علي صراط مستقيم و إنه لذكر لك و لقومك وسوف تسألون )الزخرف/43

وقال ابن عطاء:( من ظن أن لطف الله ينفك عن قدره، فما قدر الله حق قدره؛ فما من قدر إلا ومعه لطفه، و ما من قدر يقع إلا عند الله أشد منه ).

والإخلاص الإخلاص

فهو مفتاح التوفيق و عون المؤمن؛ لاستمطار رحمة الله، و استصحاب معية الله، و إن الصف المخلص الرباني وحده القادر علي العطاء، ولنكمل الطريق لا يهمنا مدح و لا ذم؛ فهما سواء؛ ما دمنا لا نعمل إلا لله، وما تعكر الصفو إلا تأخر الصف.

والحوار الحوار

فهو مفتاح الإفصاح و التعبير عن أهدافنا للناس، وحذار أن نخلق عداوة أحد، بل هدفنا استثمار كل خير في السامعين، ومحاولة توجيههم نحو الخير، ولا نقف موقفا إلا ابتغينا منه الخروج بكسب جديد؛ لأننا نحتاج لكل جهد ونقبل المساعدة من كل أحد؛ فالناس تكمن فيهم بذور الخير فلا ندعها تفلت منا، علي شرط أن يروا فينا القدوة الحسنة في ذلك.

 

                       تقضي الرجولة أن نمد جسومنا            جسرا فقل لرفاقنا أن يعبروا

واعلم أن النصح ثقيل؛ فلا ترسله جبلا، و لا تجعله جدلا، و استعر له خفة البيان، و من لانت كلمته وجبت محبته.

و احذر مما حذر منه الشيخ الغزالي رحمه الله فقال:( إذا عجزت عن إقامة هذا الدين في قلوب الناس وعقولهم بالحجة؛ فلست أهلا للبقاء في أن تكون الأمور في يديك، و أعجز الناس في خدمة الإسلام من لا يحسن أن يشرح به صدرا أو يدغم به منكرا، و أعجز الناس في خدمة الإسلام مَنْ يظن أن العصا طريقه في هذه الخدمة؛ فهذا عاجز و لا يستحق البقاء ).

 

 و شعارنا

( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطانا، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته علي الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، و اعف عنا، و اغفر لنا، و ارحمنا؛ أنت مولانا؛ فانصرنا علي القوم الكافرين ).

وما بقي إلا العمل ( وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ).