ولاء غريب : 

في اوقات عصيبه من حياه الامه اختلطت فيها الامور و عاذ الجميع يلقون بلومهم علينا رغم انهم يجدون الظلم والقهر والفساد و ياخذهم الجبن والخوف لا ليعلنوها صريحه للظالم والمعتدي ..عادتنا وسائل الاعلام الفاجره التي لا تعتمد الا المال الفاسد اداء لعملها و تقدم لمن يدفع اكثر جاهدين ان ينالوا منا ومن تاريخنا وتضحياتنا .فوصمونا بالارهاب و هم يعلمون اننا في كل قريه ونجع داخل مصر نقدم ما نجده الي اهلينا ولا نري عزيزا لدينا في ان نهب ما نملك الي عوائلنا ....تكاثروا علينا وسجنوا قادتنا وطاردوا اخواننا ولم يمنعهم سفاحهم من اعتقال اخواتنا وحرائرنا بل وحرقوا اجساد الطهر شهدائنا ظنا منهم اننا نموت بالقتل او السجن ....تلك دعوتنا ..نحن الاخوان لا نري انفسنا ..بل نري اهلينا دوما اولي بنا من انفسنا ..تلك حقيقتنا ..فالمتامل لطبيعه دعوتنا يجد جوهرها يتسامى علي الأشخاص ويتعالى علي نذوات الأهواء ..........مقتدين بتوجيه النبي صلي الله عليه وسلم الي  أصحابه لذلك الأمر قائلاً: "إن من خير معاش الناس رجل آخذ بعنان فرسه، كلما سمع هيعةً أو فزعةً قام والموت مظانه، إن كان في الساقة كان في الساقة وإن كان في المقدمة كان في المقدمة"......... وعلي النهج والدرب حسم مؤسسنا هذه القضية بكل وضوح حين أراد بعض المغرضين إفشال أحد مؤتمرات الدعوة  وهنا استدعي اليكم هذا الموقف الذي ترك فيه ابينا ذاته و ما ينادي به هاتفا معه ان نفسه تذهب وهذا لا يعنيه بل و تبقي دعوتنا وارفه الظلال ..عندما قاموا بالهتاف ضد المؤسس قائلين "يسقط حسن البنا"، فثار شباب الإخوان عليهم، فوقف الإمام البنا هاتفًا من فوق المنصة: "يسقط حسن البنا"، ثم توجَّه للجميع قائلاً: "إن اليوم الذي يهتف في دعوتنا بأشخاصٍ لن يكون ،، تلك فكرتنا التي اسس لبنائها الامام الشهيد دعوه لم تقف عن استشهاد مؤسسها ولا تتوقف عند افرادها انما فكره تحيا في النفوس وتعيش في ارواح افرادها فنحن جماعة تحكمها مؤسسات شورية وتناقل الرأي يتم في قنوات فاعلة ومعروفة ولا يحول دون تنفيذ رأي فرد فيها سوي أن يترائي للمجموع عدم أهليته أو علي الأقل مناسبة طرحه وإمكانية تنفيذه في الحال. فلا احد يتخذ قرارا داخل جماعه الاخوان المسلمون ..فما ثمه عمل الا ومرجعه الشوري .ومن هنا تاتي ثقه الافراد في قادتهم عند الازمات ..تلك دعوه يحفظ الله طريقها 

-- ما ان ترتبط بالجماعه الا وتجد نفسك متعلقه بتربيه عميقه في روح العقيده الاسلاميه والسيره النبويه المطهره والفقه الاسلاميه تجد نفسك امام تربيه علي الاسلام الوسطي الحنيف وما ان تبدا في العمل الدعوي الا وتجد انك لا تفكر منفردا ولا تتحرك منفردا ما ان تكون بداخل الجماعه والا لتبصر صفوفا من اخوانك يمينا ويسارا ومن حولك تلك ابجديات العمل الجماعي التي  تقول بأن رأي المجموع مقدم علي رأي الفرد - مع احترامه واعتبار مافيه من وجاهة ويكفل له حق التوضيح والدفاع- حتي تحسم الشورى أمره فنترك ميدان القول إلي ميدان العمل.

سوف تجد نفسك امام جماعه كبيره الهياكل تتمدد فيها بمواهبك وتتحرك فيها بقدراتك وفق محددات وثوابت اخلاق الدعاه عليك ان تختلف وتعبر عن رايك اذا ما تباحثنا اداره مشروع دعوي ..وتسمع وتطيع اذا ما كلفنا بامر من شوري اخواننا .. وحقيقة الأمر وطبيعة المشكلة لا تكمن في الاختلاف - فالاختلاف علامة صحة وحيوية- ولكن حقيقتها في أن تصر علي رأيك وتسعي جاهدا لتزم به المجموع وتسعي لمصادرة حق غيرك في التعبير متهما إياه بالديكتاتورية.......هذا فهمنا

ومع تطور الادوات والوسائل التربويه والمشروعات تجد الاخوان يعملون بقوه في خط مستقيم يدعون للتغير والتطور مع مشاهد الاحداث وهذا رقي فكرتهم تجدهم يواكبون العلم ونهضه الوسائل وفنيات العمل ومباديء التنميه البشريه ..جماعه ان لم تتطور في افكارها لما استمرت اكثر من ثمان عقود تجد في داخلها ثلاث اجيال تختلط دمائهم في مشهد من العز والاكرام جماعه تؤمن التطوير والتغيير سنة كونية , والعمل علي ذلك يكون يوميا وبشكل دائم..فليس من العقل الإصرار علي نفس الوسائل بعد أن حكم الزمان بانتهاء صلاحيتها وبأن مهمتها تمت علي أتم وجه في حدود ما كان متاحا لها

اذا ما اردت ان تعرف اولئك المغردون اسرابا بعيده الي العلا اقرا لمرشدهم...

.انها  كلمات من قلب الإمام البنا يحدد فيها شخصية رجل الدعوة والفكرة والعقيدة بأنه "جندي عامل لا فيلسوف مجادل ، كتيبة في ميدان لا كتاب في مكتبة ، مكافح في معركة لا مفاوض على مائدة ، وروح فذة لا عقل ألمعي ، لا يراوغ كالثعلب ولا يلين كالثعبان ، لا يختال كالطاووس ولا يتلون كالحرباء ، لا يلعب كالقرد ، ولا يساوم كالتجار ، لا يتعاظم كالممثل ، ولا يتوقر كالمشعوذ ، بل يتحفز كالأسد ، ويلين كالماء، ويزهو كالسيف ، ويسمو كالنجم ، ويعيش في الدنيا ولا تعيش فيه ، ويأكل منها ولا تأكل منه "

ويختمها الإمام رحمه الله بقوله: "وبذلك يكون جندي فكرة وعقيدة لا جندي غرض ومنفعة..

وبذلك يفهم الأخ المسلم معنى هتافه الدائم الله غايتنا والله أكبر ولله الحمد

تلك دعوتنا

-----------

 

كليه الهندسة – جامعة الأزهر