شهدت الجامعة الأمريكية بالقاهرة اليوم، احتجاجات طلابية على مشاركة دانيال كورتزر، السفير الأمريكي السابق في مصر والكيان الصهيوني في ندوة تنظمها كلية الشؤون العالمية والسياسات العامة بالجامعة، لكونه واحدًا من أبرز الداعمين للصهيونية، والمدافعين عن حرب الإبادة الجماعية في غزة.
ويعرف كورتزر بآرائه وتصريحاته المدافعة عن الكيان الصهيوني، وهو أحد أبرز الدبلوماسيين الأمريكيين الذين عملوا بمنطقة الشرق الأوسط خلال حقبة التسعينيات وبداية الألفية، وأسهم بقوة في توفير الغطاء الدبلوماسي والمالي والعسكري للاحتلال الإسرائيلي، وساهم في ترسيخ اختلال موازين القوة بالمنطقة.
ووصف كورتزر حرب الإبادة الصهيونية في غزة بأنها "من أقلّ الصراعات أهمية في الشرق الأوسط".
وقال إن الفلسطينيين "ينبغي أن يكونوا راضين بنسبة 22 بالمائة من أرضهم"، وإنه يجب "إعادة توطينهم أو تمويلهم" لتجنّب تفوقهم العددي داخل إسرائيل، مضيفًا أن "المجتمعات العربية تعاني من نقصٍ بنيوي، ويتعيّن أن يكون للغربيين رأي في شؤون الشرق الأوسط".
هجمات السابع من أكتوبر
كان كورتزر ممن تبنوا الادعاءات بشأن الاعتداءات الجنسية المزعومة خلال هجمات السابع من أكتوبر، لكنه قال إنه "نظرًا للعادات اليهودية المتمثلة في الدفن الفوري بعد الموت، يصعب إثبات الاعتداء".
وأضاف كوتزر: "لذا فإن الاتهامات التي سمعناهًا لاحقا بشأن الاغتصاب والاعتداء الجنسي كان من المستحيل إثباتها إلا من خلال شهادة الأشخاص المتضررين". مع ذلك، رأى أن "الاعتداء الجنسي" كان جزءًا من خطة حماس و"ترك أثرًا على دولة إسرائيل لم يتركه أحد آخر"، وفق زعمه.
وادعى كورتزر أن "إسرائيل لا ترتكب إبادة جماعية في غزة، لكنها تقتل الكثير من الناس. لديها وزراء يتفوهون بتصريحات شنيعة عن الإبادة الجماعية، لكن سياسة الحكومة الإسرائيلية وسياسة جيش الدفاع الإسرائيلي لا تقتضي ارتكاب إبادة جماعية"، بحسب زعمه.
من هو كورتزر؟
كورتزر (مواليد يونيو 1949) هو أستاذ دراسات سياسات الشرق الأوسط في كلية الشؤون العامة والدولية بجامعة برينستون. وخلال مسيرته التي امتدت لمدة 29 عامًا في السلك الدبلوماسي الأمريكي، شغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى مصر خلال الفترة (من 10 نوفمبر 1997 إلى 22 يونيو 2001)، كما عمل سفيرًا في الكيان الصهيوني (خلال الفترة من 12 يوليو 2001 إلى 17 يوليو 2005).
والتحق كورتزر للعمل بالسفارة الأمريكية بالقاهرة عندما اغتيل الرئيس أنور السادات عام 1981. وعمل في الكيان الصهيوني بين عامي 1982 و1986، ثم أصبح نائب مدير مكتب مصر بوزارة الخارجية في واشنطن.
وعمل لاحقًا في هيئة تخطيط السياسات، ونائبًا لمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، ونائبًا أول لمساعد وزير الخارجية للاستخبارات والبحوث.
وعندما سُئل عن سبب انجذابه إلى الشرق الأوسط، أجاب لاحقًا: "يبدو أن العمل لن ينتهي أبدًا في هذه المنطقة. إنها ليست مكانًا تميز فيه بدلات السهرة وحفلات الكوكتيل الدبلوماسية".
انضم كورتزر إلى طاقم وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر، وساعد في كتابة خطابه أمام لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية في مايو 1989.
مؤتمر مدريد للسلام
لعب دورًا محوريًا في صياغة وتنفيذ السياسة الأمريكية، لا سيما في المساهمة في عقد مؤتمر مدريد للسلام. وعين بعدها منسقًا لمحادثات السلام متعددة الأطراف، وشغل منصب الممثل الأمريكي في المحادثات الثنائية بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين وبين الكيان الصهيوني وسوريا، وترأس الوفد الأمريكي في مفاوضات اللاجئين متعددة الأطراف.
وغادر منصبه ضمن فريق مستشاري إدارة كلينتون بشأن عملية السلام العربية الإسرائيلية في عام 1994، لأنه "شعر باستبعاده" من قِبل المبعوث الخاص للشرق الأوسط، دينيس روس.
في عام 2006، تقاعد من وزارة الخارجية الأمريكية برتبة وزير محترف وتولى رئاسة قسم دراسات سياسة الشرق الأوسط في كلية الشؤون العامة والدولية بجامعة برينستون.
كما شارك مع سكوت لاسينسكي في رئاسة مجموعة الدراسة المعنية بصنع السلام العربي الإسرائيلي، وهو مشروع يدعمه معهد الولايات المتحدة للسلام.
داعم لـ باراك أوباما
في عام 2008، أيد ترشيح باراك أوباما للرئاسة. وكان كورتزر وجيمس شتاينبرج ودينيس روس من بين المؤلفين الرئيسين لخطاب أوباما بشأن الشرق الأوسط أمام لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية في يونيو 2008، والذي اعتُبر الأكثر توسعًا في الشؤون الدولية للمرشح الديمقراطي آنذاك.
كما كان كاتب خطابات وعضوًا في هيئة تخطيط السياسات لوزير الخارجية جورج شولتز، وشغل منصب نائب مساعد الوزير لشؤون الشرق الأدنى ونائب مساعد الوزير الرئيس للاستخبارات والبحوث.
في عام 2007، عُيّن أول مفوض لدوري البيسبول الإسرائيلي للمحترفين، والذي يعد أحد أهم الأدوات المعروفة لتبييض وجه الكيان وتقديم نفسه كدولة طبيعية وشرعية.
بعد تقاعده من وزارة الخارجية، عمل عضوًا في مجلس سياسة الشؤون الخارجية لوزير الخارجية جون كيري، ومستشارًا لمجموعة دراسة العراق، وهي مجموعة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
وكورتزر هو المؤلف المشارك لكتاب "التفاوض على السلام العربي الإسرائيلي: القيادة الأمريكية في الشرق الأوسط"؛ والمؤلف المشارك لكتاب "لغز السلام: سعي أمريكا نحو السلام العربي الإسرائيلي، 1989-2011"؛ ومحرر كتاب "مسارات السلام: أمريكا والصراع العربي الإسرائيلي".