حسن القباني

منسق حركة صحفيون من أجل الإصلاح

في الصقيع القارس وتحت حرارة الشمس الحارقة ، خرجت فعاليات الثائرين والغاضبين في ارجاء الوطن ، تهتف رابعة الصمود  وتعلن للجميع الثبات والصمود واستمرار المقاومة السلمية حتي دحر الانقلاب العسكري الدموي وتمكين الشرعية الدستورية ، واسترداد ثورة 25 يناير والقصاص لجميع الشهداء ، فبدت مصر وكأنها تتنفس ثورة.

لقد باتت الثورة بلاشك أوكسجين المواطن المصري الواعي ، الذي كشفت أمامه "التسريبات" والفشل الحكومي الذريع والاعتراف الأخير بالانهيار الاقتصادي والاجراءات القمعية ، أن مبارك والذين فسدوا معه يدعمون السيسي والذين خانوا معه كي يخطفوا الوطن ويجمدوا ثورة 25 يناير .

إن تمدد الغضب ، واستمرار مواكب الشهداء ، وصمود المعتقليين ، وأخطاء الانقلابيين المتتالية والصادمة لثورة 25 يناير واخرها وثيقة الدم التي يريدها ان تكون دستوره ، ودعوة  التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب لرفع الاستعداد الثوري ، والتأهب لأمر جلل يحتاجه الوطن، وفق معطياته وتطلعاته في ضوء الفعل الثوري المتصاعد ، يؤكد أن إسقاط الانقلاب مسألة وقت.

والمسألة الآن ليست "متي"، التي تحير كثير من القطاعات الغاضبة ، فالسيسي والذين خانوا معه ، فتح - بفضل الله - كتاب الانقلابات من الفصل الأخير والصفحة الأخيرة ، وفي غير زمانه ، وفي ظل احساس شعبي واسع بعدم اكتمال ثورة 25 يناير ، واستعداد الملايين لاستكمالها عبر ثبات في الميادين وتضحيات جسام لا يقوي عليها الا الأبطال الأحرار ، وليعلمن الظالم نبأ ذلك ولو بعد حين.

يجب أن ينضج الغضب كما ينضج الطعام ، فلا يطلب أحد النصر قبل ان يستوفي أركانه حتي لا نعيد 11 فبراير 2011 ونفاجأ بنصف ثورة مجددا ، وراجعوا التاريخ : لم يدم انقلاب عسكري مهما طال ، ولم يفلت انقلابيا من العقاب الثوري ، ويكفي المصريون عامين من العدالة المبصرة التي تحتاج لعلاج قضائي كي تعود عمياء!

 

 

إن المشهد الحالي ، يموج بتحركات قطاعات قريبة الصلة بالانقلابيين ، للبحث عن مستقبل لها بعيدا عن الملاحقيين قضائيا ودوليا في جرائم ابادة بشرية ، ودخول مناهضيين جدد للانقلاب للصورة الثورية ولكن بذيول سياسية مازالت - للأسف - تفسد اخلاصهم لثورة 25 يناير ، فضلا عن أن مؤيدي الشرعية ورافضي الانقلاب ، القاعدة الصلبة التي قامت عليها موجة الاستكمال الكامل لثورة 25 يناير ،تحت عنوان "الشرعية والكرامة"- يرسمون خارطة طريق عن المستقبل القريب بثبات ووعي وبذل عظيم .

وقد يحاول البعض الغادر ركوب قطار الثورة في هذه اللحظات الأخيرة ، ليحيد بها عن مسارها ، الذي انطلق في 28 يونيو  2013 استكمالا لثورة 25 يناير التي توقفت غدرا في 11 فبراير 2011 ، وهو ما يحتاج من كل الثوار والثائرات ، اليقظة والحذر ، والوضوح ، فقوي الاستكبار العالمي لن تسلم بعد اسقاط صنيعتها وبقايا كنزها الاستراتيجي.

إن التمسك بالمسار الثوري ، سيقي البلاد والعباد ، من شرور الغدر مجددا ، والجدل السياسي الفارغ المغموس في الحزبية ، ويمكن الشرفاء من كل الاتجاهات من تمكين الثورة ، في مؤسسات الدولة ، واقرار استقلال القرار الوطني وتجميد كل صور التبعية والاستغلال الأجنبي ، للنهوض بالوطن والشعب واستكمال تمكين اهداف ومطالب ثورة 25 يناير.

فلنتنفس ثورة ولتكن سياستنا ثورة ،  وليكن كل مواطن ثورة تمشي علي الأرض ، تنطق بالثورة وتدافع عن الثورة ، ويجب ألا يعلو صوتا فوق صوت الثورة ، ومطالبها ، وخارطتها ، حتي يسعد الشعب ويفرح ذوي الدم بقصاص يريح الجميع خاصة من قتل ، وتذكروا : إما ثورة كاملة واما ثورة كاملة لا خيار ولا تراجع قيد أنملة ، فاللهم بلغنا نصر ثورة 25 يناير.