حسن القباني
روح تفاؤل وأمل تسود الاوساط الثائرة في مصر ، لا تخطئها عين ، سواء بين سطور الثائرين، أو في ميادين الشرعية ، تبشر بقرب سقوط الانقلاب وهزيمة العصابة الانقلابية الارهابية ، باذن المولي عزوجل ، ولكن يحتاج الأمل لعمل دؤوب وحذر شديد لإقرار النصر الكامل علي نظام المخلوع.
لقد لعبت الحشود المليونية الحقيقة والصمود المبهر للشعب المصري دورا فارقا في حصار الانقلاب وافشاله رغم كم التضحيات الجمة والضرائب الباهظة التي تدفع يوميا من الاعمار والحريات ومقدرات الوطن ومقومات الحياة ، وصولاً لاسقاطه بشكل كلي عما قريب كما يتوقع الكثيرون ، وهنا لنا عدد من الملاحظات يجب ان ترافق الحراك الثوري المتواصل :
أولاً: مسألة الشرعية الدستورية وعودة الرئيس المنتخب محمد مرسي ، ليست مسألة شخصية أو حزبية ، أو نصرا لحركة أو هزيمة لجماعة ، ولكن عودة الرئيس هي اقرار لمبدأ الذي إن انكسر اليوم ورضا البعض تحت وطأة نفسه القصير او نظره تحت قدمه أو لأي سبب آخر ، ستتواصل الكارثة وتصبح سابقة ، يبني عليها ليس في مصر فقط ضد اي مرشح مدني لاي فصيل سياسي ولكن في المحيط المجاور.
ثانيا: يجب اسقاط حكم العسكر بعزل القادة العسكريين الانقلابيين وعلي رأسهم عبد الفتاح السيسي ، ومحاكمتهم علي خيانتهم وجرائهم والقصاص للشهداء منذ 25 يناير حتي الان ، حتي لا تصبح عادة ، في محيط عسكري له تقاليد راسخة وعدو تاريخي واحد ، فضلا عن انقاذ الجيش الذي تهدد رصيده بين الشعب المصري ، واعادته للثكنات ، وتقويته ودعمه بكل السبل الممكنة .
ثالثا : أخطأت القوي الثورية بمختلف الوانها السياسية وفي القلب منها جماعة الاخوان المسلمين ، عندما غادرت ميدان التحرير عقب رحيل مبارك ، واعطت الفرصة للعسكر للاستمرار في سدة الحكم ، وتماهت في خلافات سياسية وتصفية حسابات علي خلفية نتائج الصناديق ، وهو ما يجب ان نلتفت اليه هذه المرة ، فاما حسم كامل بمساندة الميادين الثائرة وإما فلا وألف لا .
رابعا: أدعو أعضاء التيارات القومية واليسارية والليبرالية والقوي الثورية المحسوبة عليها إلي الاعتراف بأخطائهم في الفترة الانتقالية فورا كما اعترف الاخوان ، والانضمام الي الثورة ضد العسكر حتي انتصارها ، وأدعو القادة التي لم تحرض علي اهدار الدماء إلي ترك حضن الانقلاب ، والجلوس علي مائدة الشرعية الدستورية والتفاوض لتمكين ثورة 25 يناير في مؤسسات الدولة عبر تقاسم السلطة لفترة انتقالية وتمكين شباب الثورة تحت مشروع تنفيذي واحد من برامج مرشحي الثورة ومجلس من كل القوي الثورية لدعم التنفيذ ومراقبته أو غير هذا الكثير في ضوء اي تجارب دولية ناجحة لمن له عقل رشيد او قلب وطني ثوري قويم .
خامسا : السياسة الرشيدة في زمن الثورات هي فن إقرار المستحيل- بما فيه التقارب بين الثوار المتشاكسين - لتحقيق مطالب الشهداء والاحياء من نظام مبارك وانقلاب السيسي ، والتقارب السياسي علي خارطة اسقاط العسكر وانقاذ الجيش من خطأ الانقلابيين واقرار نتائج الديمقراطية والارادة الشعبية تحت حراسة ثورة 25 يناير وحراك تنفيذ مطالبها والقصاص لجميع الشهداء.
سادسا: يجب أن نعطي الأمان لمؤسسات الجيش والشرطة والقضاء ، وتحديدا لمن لم يتورط من ابنائهم في ازهاق الارواح والحريات والقانون والعدالة ، وهم محددون ومعروفون ، والبدء في تنفيذ هيكلة أمنية حاسمة ودعم استقلال كامل للقضاء ، لا تبقي فاسدا ولاقاتلا ولا مناهضا لدولة القانون.
علي الجميع أن يحترم إرادة الشعب الذي يقود ثورته بكل إقتدار وببسالة وشهامة بكافة الوسائل السلمية ، وتوحيد الجهود لاسقاط الانقلاب واعادة تقدير الموقف في ضوء حشود الشعب المليونية الحقيقية والاخطار التي باتت تهدد الجميع تحت سطوة الانقلابيين، علي أمل قريب بنصر كامل ، والله غالب علي امره ولكن اكثر الانقلابيين لا يعقلون.
____________
منسق حركة صحفيون من أجل الاصلاح