حسن القباني
أثبت الانقلاب العسكري الارهابي منذ الاعلان عن نفسه في 3 يوليو الماضي ، أنه أعدي اعداء الصحافة والإعلام ، وانه علي استعداد تام لشطب الصحفيين والاعلاميين من علي وجه الحياة ، مهما كلفه ذلك ، في سبيل الا تعلن الحقيقة ، وهو ما ظهر جليا في ارتقاء شهداء جدد للجماعة الصحفية المصرية بصورة لم تحدث في تاريخ مصر الحديث.
ولقد برهن قادة الانقلاب علي هذه الكراهية ، التي لا يتقنها سوي الطغاة ، فور اذاعة البيان الانقلابي الاول ، بغلق 7 قنوات فضائية مؤيدة للشرعية الدستورية والرئيس المختطف ، واعتقال بعض الصحفيين والعاملين في هذه القنوات ، بل طال الغباء أيضا عدد من الضيوف.
واستمر قادة الانقلاب في الطغيان ، ففرضوا الرقيب العسكري علي الصحف ، الذي منع عشرات الصحفيين من الكتابة او تغطية الاحداث، وقرر سيطرة العنصرية والتمييز والاكاذيب علي المعالجات الخبرية للأحداث لتجميل وجه الانقلاب القبيح وتشويه وجه الثورة النبيل والقوي الوطنية الثائرة في ميادين الشرعية والديمقراطية .
ولم يكتف قادة الانقلاب ، باغتيال حرية الصحافة وحل المجلس الاعلي للصحافة ، وقطع ارزاق كثير من الصحفيين ، ومنع اصدار صحف جديدة ، وارهاب المؤسسات الصحفية المناهضة للانقلاب وترويعهم صحفيهم " الحرية والعدالة كنموذج" ، واقتحام المؤسسات المستقلة "الاسلام اليوم كمثال"، بل نفذت علي الارض بتعمد واضح حملة تصفية واغتيال للصحفيين المحليين والدوليين، واعتقال العديد منهم ابرزهم الصحفي ابراهيم الدراوي والاعلامي شريف منصور بتهم غير صحيحة ومضحكة.
وارتقي خلال اقل من 50 يوم ، الشهداء احمد عاصم السنوسي "الحرية والعدالة " في مجزرة الحرس الجمهوري، و أحمد عبد الجواد" الاخبار ومصر25" ، حبيبة أحمد عبد العزيز" جولف نيوز" ، مصعب الشامي"شبكة رصد" وصحفي اجنبي بشبكة سكاي نيوز ، وذلك اثناء فض ارواح معتصمي رابعة العدوية والنهضة ، فضلا عن عشرات الاصابات لصحفيين من مؤسسات بعضها مؤيد للانقلاب!
وجاءت جريمة اغتيال كمين للجيش للصحفي تامر عبد الرؤوف مدير مكتب الاهرام بالبحيرة غدرا واصابة زميله حامد البربري مدير مكتب الجمهورية ثم اعتقاله بعد اصراره علي اعلان حقيقة مقتل عبد الروؤف علي يد الجيش ، لتؤكد للجميع عظم الخطر الذي يهدد الصحافة والاعلام في مصر جراء استمرار الانقلاب الارهابي الجبان لحظة واحدة اضافية، فالصحافة والانقلاب لا يجتمعان !.
لقد كان عهد الرئيس المختطف الدكتور محمد مرسي حمامة سلام علي الصحافة والاعلام برغم التحفظات من محبيه ومعارضيه علي تعامله في هذا الملف والحملات المصطنعة التي قادها مجلس جبهة الانقاذ في النقابة للتخديم علي المناكفات السياسية الدائرة وقتها ، الا ان التاريخ يسجل في عهده انتعاش المشروعات الصحفية وتخطي الحريات الصحفية كافة الخطوط وتحقيق الجماعة الصحفية لعدد من الانجازات التي كان يمكن البناء عليها لتلافي السلبيات من كافة وجهات النظر .
ورغم مرارة الاحداث الا ان الجماعة الصحفية كسبت في هذه الفترة ، تدشين جبهة "صحفيون ضد الانقلاب" التي نعتبرها المجلس الحقيقي لنقابة الصحفيين ، والمعبر عن ارادة الجمعية العمومية للنقابة ، ومصدر فخار النقابة لاعوام واعوام ، في الوقت الذي ظهر التيار السياسي الحاكم في نقابة الصحفيين علي حقيقته وخسر رصيده كاملا ، وكلل تاريخه بالعار ، جراء تأييده للانقلاب والعنف والارهاب ولولا انشقاق عدد من المنضوين تحت لواءه بمجلس النقابة عنه نظريا وتمسكهم باواصر الزمالة والانسانية ، لكانت الخسارة أفدح واشد .
ان نضال الصحفيين والاعلاميين متواصل لاسقاط الانقلاب وتحرير مصر من حكم السيسي ومحاكمته وقادة الانقلاب الارهابين علي جرائمهم النكراء في حق الوطن والجيش والرئيس المنتخب والشعب وفي القلب منه الجماعة الصحفية ، والعبرة بالنهايات مهما كانت التضحيات، وانا لمنتصرون ، ابشروا .
___________
منسق حركة صحفيون من اجل الاصلاح