د. هشام خيري :

وقبل ان تمتد يد اهل بيعة العقبة الثانية الي رسول الله تعاهده .. قام العباس بن عبادة الخزرجي موجها اليهم الحديث : هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل ..؟!!
قالوا : نعم
قال: إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس !!.. فإن كنتم ترون ..أنكم إذا أنهكت أموالكم مصيبة وأشرافكم قتلا.. أسلمتموه ! فمن الآن !! فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة.. وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على .. نهكة الاموال وقتل الأشراف.. فخذوه فهو والله خير الدنيا والآخرة
قالوا: فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف.. فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا
قال:الجنة
قالوا: ابسط يدك ... فبسط يده فبايعوه
...
في سبيل هذه البيعة قتل سبعون أحد وسبعون ماء الرجيع وبئر معونة وحوصرت المدينة وتكالب عليهم أهل الارض - عربهم وعجمهم - وعاني اهلها الجوع والفقر .. مات من مات علي العهد .. وبقي من بقي غير مبدل
...
تلك سنة الله لمن أراد ان يقيم دولة الحق في الارض ..
أما من أراد ان يبايع علي وفرة الكهرباء وعيش الرخاء والسلامة من البلاء .. فهو لم يستوعب سنن الله في كونه .. وسيبقي ساخطاً لاهثاً
قالوا: أوذينا من قبل ان تأتيبا ومن بعد ما جئتنا !! قال : عسي ربكم ان يهلك عدوكم ويستخلفكم في الارض فينظر كيف تعلمون
....
ان حياة الرسول الكريم هي المثال التطبيقي لاقامة دولة العدل في الارض .. بأحداثها ومراحلها التي تابعها الوحي لتبقي المثال و الاسوة
(انه من يعش منكم فسيري اختلافا كثيرا .. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدون المهديون من بعدي .. عضوا عليها بالنواجذ)
البعض يصاب بارتكاريا من ربط القران والسيرة بالواقع المعاصر لكأنما لايري لها مكانا الا في امهات الكتب .. ولا أثر لها الا مصمصة الشفاه في خطب الجمعة . فينظر بمنظار ضيق يري فيه انك تشبه شخصاً - أي كان - بالرسول ، وأناس - أي كانوا - بالصحابة .. ولا يري النموذج المتكامل الذي امر الرسول باتباع خطواته .. ولا يري نفس ردود أفعال الباطل التي قال الله فيهم (أتواصوا به !! بل هم قوم طاغون )..