محمد السعيد
إذا كنا نتكلم عن نهضة وطن ..... فعلينا أن نأخذ بالأسباب و أول هذه الأسباب هي الارتباط بمسبب الأسباب - الله سبحانه و تعالى – فإذا كانت الآمال المعقودة على الطلاب - في تحمل عبء تحقيق نهضة مصر - كبيرة فعلى الطالب أن يستشعر أنه ليس عليه إلا بذل الجهد بأقصى ما يستطيع ، واستفراغ الطاقة وأن يُحسن التوكل علي الله ، وتفويض الأمر إليه ، ثم الله عز وجل هو الذي يُدبر الأمر ويُقدر الأقدار ........ فتتحقق الأهداف و الآمال
وعلي الطالب أن يستشعر أن الأخذ بالأسباب – و هو واجب - ما هو إلا وسيلة ، و أن تحقيق النتائج بيد الله سبحانه و تعالى . فنحن نذهب إلى الطبيب مثلا لنتعالج من الأمراض و ذلك أخذا بالأسباب و لكن نحن على يقين أنه بعد الأخذ بالأسباب فإن الشفاء بيد الله سبحانه و تعالى .
و هنا يبرز دور هام للطالب و يعتبر هو القاطرة التي تقود باقي الأدوار ألا و هو أن يسعى الطالب لأن يكون طالبا ربانيا يحبه الله .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ مما افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أُحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينّه ، ولئن استعاذني لأعيذنّه ) رواه البخاري .
و يمكن ترجمة سعي الطالب نحو الربانية ببعض الواجبات العملية التي يلتزم بها و هي :
1- الحفاظ على أداء الفرائض بشمولها فأحب ما يتقرب به العبد إلى الله هو أداء الفرائض
2- الاستعانة علي قضاء الأعمال بقيام الليل
- روى الإمام أحمد والترمذى عن سلمان الفارسى أن رسول الله قال: "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ومقربة لكم إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاه عن الإثم ومطردة للداء عن الجسد".
- و من كلمات الإمام البنا عند تكليف أخ بعمل " لعلك تستعين عليه بركعتين بالليل"
3- استغفار الله أثناء أداء العمل ،
- قال تعالي "و ما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنازنوبنا و كفر عنا سئياتنا و توفنا مع الأبرار"
- قال تعالى " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا و يمددكم بأموال و بنين و يجعل لكم جنات و يجعل لكم أنهارا "
4- صلاة الحاجة قبل كل عمل أو نشاط
- كان النبي إذا حزبه أمر فزع إلي الصلاة
5- الإلحاح على الله سبحانه و تعالى بالدعاء
- قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، وقال: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186]
- وقال : إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يداه إليه أن يردهما صفراً خائبين
6- تجديد النية في كل عمل
- يقول سيدنا عمر " لا عمل لمن لا نية له و لا أجر لمن لا حسبة له "
7- معايشة القرآن
- عن أنس أن رسول الله قال: إن لله أهلين من الناس ، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته.
- قال ابن عمر: لقد عشنا برهة من دهرنا وأحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن فتنزل السورة على محمد فنتعلم حلالها وحرامها وأمرها وزجرها وما ينبغى أن نقف عليه منها ، ثم رأيت رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان ، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدرى ما أمره ولا زجره ولا ما ينبغى أن يقف عنده منه فينثره نثر الدقل (أسوأ التمر).
8- صيام التطوع
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت صوم ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى ونوم على وتر . البخاري .
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تعرض الأعمال يوم الإثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم " الترمذي .
هذه الواجبات تتعلق بعلاقة الطالب بربه و عليه أن يجودها و يتقنها و يصر عليها حى يصل إلى حب الله عز و جل و عندئذ كان الله سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به .......
و لكن هناك أدوار أخرى وجب على الطالب أن يقوم بها لتتحقق النهضه ..... و لنا مع هذه الأدوار وقفات أخرى
و نختم بقول الإمام الشهيد (( إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها وتوفر الإخلاص في سبيلها وازدادت الحماسة لها ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها، وتكاد تكون هذه الأركان الأربعة: من الإيمان والإخلاص والحماسة والعمل من خصائص الشباب لأن أساس الإيمان القلب الذكي واساس الإخلاص الفؤاد النقي وأساس الحماسة الشعور القوي وأساس العمل العزم الفتي.وهذه كلها لا تكون إلا للشباب ومن هنا كان الشباب قديما وحديثا في كل أمة عماد نهضتها وفي كل نهضة سر قوتها وفي كل فكرة حامل رأيتها إنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وزِدْنَاهُمْ هُدًى

