شهد الطريق الإقليمي بمحافظة الشرقية، اليوم، حادثًا مأساويًا جديدًا، أسفر عن مصرع شخص وإصابة 8 آخرين بإصابات متفرقة، إثر تصادم عنيف بين أتوبيس ركاب وسيارة ميكروباص، أعلى الطريق أمام قرية بني صالح، في الاتجاه المؤدي إلى مدينة بلبيس، في واقعة أعادت إلى الواجهة الجدل المتجدد حول معدلات الحوادث على الطرق الإقليمية، ومدى فاعلية إجراءات السلامة المرورية.
وبحسب مصادر أمنية وطبية، وقع الحادث في الساعات الأولى من اليوم، عندما اصطدمت سيارة ميكروباص بأتوبيس ركاب اصطدامًا مباشرًا أعلى الطريق الإقليمي بدائرة مركز بلبيس.
وأشارت المعاينة الأولية لموقع الحادث إلى أن السرعة الزائدة أو اختلال عجلة القيادة كانا من أبرز الأسباب المرجّحة لوقوع التصادم، خاصة مع طبيعة الطريق التي تشهد كثافات مرورية مرتفعة في أغلب الأوقات.
أسفر الحادث عن مصرع شخص في الحال متأثرًا بإصاباته البالغة، بينما أُصيب 8 آخرون بإصابات تنوعت بين كسور وكدمات وجروح متفرقة في أنحاء متفرقة من الجسد، جرى نقلهم إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة.
شلل مروري وتأخر التدخل
وتسبب الحادث في شلل مروري استمر لساعات، نتيجة تعطل حركة السير في الاتجاهين، قبل أن تتمكن الجهات المعنية من رفع آثار التصادم وإعادة تسيير الحركة جزئيًا.
وشكا عدد من قائدي المركبات من تأخر وصول رجال المرور في الدقائق الأولى بعد الحادث، ما زاد من حدة الارتباك المروري، وأعاق وصول سيارات الإسعاف بشكل سريع إلى موقع التصادم.
الطريق الإقليمي.. سجل مفتوح للحوادث
الحادث الأخير ليس الأول من نوعه على الطريق الإقليمي، الذي بات يُعرف بين السائقين بأنه من الطرق عالية الخطورة، رغم كونه أحد المحاور الحيوية التي تربط بين عدد من المحافظات، ويشهد مرور آلاف المركبات يوميًا، من سيارات نقل ثقيل، وأتوبيسات، وميكروباصات.
تساؤلات حول جدوى استثمارات الطرق
وأعاد الحادث تسليط الضوء على تساؤلات طالما طُرحت في أعقاب كل واقعة مشابهة، خاصة في ظل إعلان الدولة، على مدار السنوات الماضية، تنفيذ مشروعات طرق وكباري ضخمة، بتكلفة استثمارية تُقدّر بالمليارات، بهدف تطوير البنية التحتية وتقليل معدلات الحوادث.
ورغم أن الدولة تعلن منذ سنوات أنها باتت تمتلك «شبكة طرق عالمية»، مع استثمارات بالمليارات في مشروعات الطرق والكباري، إلا أن استمرار الحوادث في الطرق يثير تساؤلات حول: مدى جدوى تلك الاستثمارات في خفض معدلات الحوادث؟، وهل تشمل خطط التطوير الطرق الأقل ظهورًا إعلاميًا؟، وهل توجد رقابة فعّالة على التزام المركبات بقواعد المرور؟

