بعد سنوات من تصدره لحركة "البلاك بلوك"، التي ظهرت إبان حكم الرئيس المنتخب محمد مرسي، عاد اسم شريف الصيرفي إلى الصدارة مجددًا عقب القبض عليه مؤخرًا إثر توجيهه نداءًا إلى قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي للمطالبة بإلغاء انتخابات مجلس النواب، من اجل وقف الصراع بين "الديناصورات" المتصارعين.
كانت بداية ظهور الصيرفي (31 عامًا) في فبراير 2013، بعد بيان أصدرته حملة "البلاك بلوك" التي تعمدت نشر الفوضى خلال حكم الرئيس مرسي أكدت فيه أن "أفرادها غير مسموح لهم بالظهور إعلاميًا"، وفي الوقت نفسه "تبرأت من الصيرفي".
البلاك بلوك ونشر الفوضى
كان الصيرفي على رأس مجموعة البلاك بلوك التي لجأت إلى استخدام العنف، من خلال تعطيل حركة المرور في الشوارع، ووقف حركة مترو الأنفاق، وإغلاق الكباري، من أجل زيادة السخط الشعبي على حكم الرئيس المنتخب.
علاوة على رشق المقرات العامة بالحجارة، ومهاجمة مقر الموقع الإلكتروني لجماعة الإخوان المسلمين "إخوان أون لاين"، كما حاولوا اقتحام قصر الاتحادية وإشعال النار فيه عبر الزجاجات الحارقة، ما أدى إلى ضبط عدد من أعضاء المجموعة مع أسلحة متنوعة.
وفي 8 فبرايير 2013، ألقي القبض على الصيرفي بسبب إعلانه عبر صفحته على موقع "فيسبوك" أنه "شارك وحرض على تحطيم النصب التذكاري الذي أقامته أجهزة الأمن في ميدان التحرير".
وفي سبتمبر 2014، أحالته إدارة سجون وادي النطرون إلى قسم قصر النيل، ومنها إلى قسم أول المحلة التابع له، حيث أفرج عنه، بعد أن أنهى مدة عقوبته بالحبس 9 شهور في القضية رقم 1859 لسنة 2013 قسم قصر النيل بتهمة "إتلاف النصب التذكاري" بميدان التحرير في ذكرى أحداث محمد محمود".
وفي 2013 أسس الصيرففي حملة "دعم الجيش"، وفي الوقت نفسه كان دائم الهجوم على المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق، والفريق أول سامي عنان، رئيس الأركان الأسبق، بحسب ما نشره على صفحته أيضًا.
وعقب فترة من الاختفاء الغامض، ظهر الصيرفي في 2015 في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ليُعلن أنه المسؤول عن تأسيس حملة "بلاها لحمة"، داعيًا إلى مقاطعة شراء اللحوم، ومن ثم قدّم نفسه في مرحلة ما بعد الانقلاب، بوصفه "إعلاميًا" ومحررًا للشؤون الأمنية.
صراع الديناصورات
الصيرفي ظهر مؤخرًا في إطلالة مفاجئة مؤخرًا عبر منصات التواصل الاجتماعي وهو يستحث السيسي على الاستجابة للنداءات الشعبية من أجل العمل والتدخل لوقف الانتخابات، لأن "الديناصورات" المتصارعين في الانتخابات والحياة السياسية والإعلامية "بيدوسوا على الشعب المصري".وحذر قائد "البلاك بلوك" السابق من أن هؤلاء "الديناصورات" لا يعبأون كثيرًا باحتمالية تكرار ما حدث في 25 يناير 2011، مشيرًا إلى أن هؤلاء دفعوا "رشاوى" انتخابية تصل إلى 100 مليون جنيه، ولن يعملوا خلال تواجدهم تحت قبة البرلمان لخدمة أهداف الطبقة الفقيرة، حيث أنهم لم يلتزموا بتطبيق الحد الأدنى للأجور على العاملين لديهم، مما دفعه إلى المطالبة بإبعادهم نهائًا عن المشهد، وإلغاء الانتخابات، أو مقاطعتها.
#السيسي و #ديناصورات_مصر ، الغاء #انتخابات_مجلس_الشعب في #مصر ، #كامل_الوزير ، pic.twitter.com/wrxCCMB6uI
— شريف الصيرفي (@ShElsirfy) November 20, 2025
وسرعان ما أعلنت أسرة الصيرفي إلقاء القبض عليه عليه في الساعة الواحدة صباحًا من يوم الأحد 23 نوفمبر 2025، دون إبلاغها بأسباب الاحتجاز أو مكانه، متوجهة بمناشدة عاجلة إلى قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي لسرعة التدخل لحل الموقف والاطمئنان عليه، بعدما وصفته بأنه "شاب مواطن مصري مُخلص دائم الدفاع عن وطنه مصر في كل مراحلها وتحدياتها - حضر العديد من المؤتمرات والإحتفاليات الوطنية والسياسية الداعمة للدولة بدعوة من سيادتكم ووزير الدفاع والإنتاج الحربي وغيره من كبار رجال الدولة".
ردود فعل
وأثار القبض على الصيرفي، ردود فعل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، مع تداول النشطاء والمتابعين استغاثة أسرته للكشف عن مصيره والاطمئنان عليه.
ورأى الكاتب الصحفي سليم عزوز، أن "مشكلة الصيرفي ببساطة، هي مشكلة شائعة في مجتمعاتنا على مر التاريخ، ويقع فيها الهواة من رجال الأعمال على الأكثر، ومن الحاج رشاد عثمان إلى حسام أبو الفتوح، فضلًا عن بعض الطالحب مثل الفتى، وتتمثل في رفع التكليف، وفي تصورات تداهم الفتيان أن الحاكم هذا واحد صاحبه، وبعض الجدد في كار السياسة يعتقدون أن الإخلاص والمبالغة في التأييد تزيل المسافات وتلغي الحدود، ويمكنه بالتالي أن يمرر رأيًا معارضًا، يضعه في السي في، للمزايدة في المستقبل، ورصيده في التأييد يسمح بتمرير معارضة، وكأنه مؤهل لأن يختلف، وينصح، ويعارض، فالرسالة التي تصل إنه يمن علينا بمواقف التأييد، وأنه صاحب فضل، فلابد من صفعة تجعله يلزم حدوده، جمايل من يا ولد؟!".
وعلق الإعلامي سامي كمال الدين، مشبهًا إياه بشقيقه "المختفي قسريًا" مع اختلاف السبب في كلا الحالتين، قائلاً: "اعتقلوا أخي رياض كمال الدين لأني معارض واعتقلوك لأنك مؤيد مطبل ثم رفعت رأسك برأي فأخفوك (السيسي بيحقق المساواة بين الشعب في السجون). ربنا يطمن والدك عليك وأسرتك وتعود لهم بالسلامة.. يبدو أنك كنت بحاجة لأن تجرب حتى تصدق الظلم".
عزيزي شريف الصيرفي
— سامي كمال الدين (@samykamaleldeen) November 24, 2025
عرفت أنك مختفي قسريًا مثل شقيق سامي كمال الدين #رياض_كمال_الدين
اعتقلوا أخي رياض كمال الدين لأني معارض واعتقلوك لأنك مؤيد مطبل ثم رفعت رأسك برأي فأخفوك( السيسي بيحقق المساواة بين الشعب في السجون)
ربنا يطمن والدك عليك وأسرتك وتعود لهم بالسلامة.. يبدو أنك كنت… pic.twitter.com/3uRT8HZ11w

