أدى الكشف عن أكثر من 20 ألف وثيقة أفرجت عنها لجنة الرقابة في مجلس النواب الأمريكي والمتعلقة بالمراسلات البريدية للمدان بجرائم جنسية جيفري إبستين إلى إشعال الفضيحة مجددًا حول علاقاته بالأثرياء وذوي النفوذ.
وأصدر نواب ديمقراطيون ثلاث رسائل بريد إلكتروني تم الحصول عليها من بين وثائق إبستين، قالوا إنها أظهرت أن الرئيس دونالد ترامب ربما كان يعرف عن جرائم إبستين أكثر مما اعترف به علنًا.
ورد فريق الرئيس الأمريكي قائلاً إن هذه الوثائق تم اختيارها بعناية، وأصدرت لجنة الرقابة، التي يسيطر عليها الجمهوريون، آلاف الصفحات من الوثائق.
وفيما يلي أبرز ما ورد في الوثائق التي جرى الكشف عنها فيما يتعلق بـ ترامب، وفق ما نشرتها صحيفة "الجارديان":
1. ترامب كان على علم بـ "الفتيات"
قال أعضاء ديمقراطيون في لجنة الرقابة بمجلس النواب إن رسائل البريد الإلكتروني التي نشروها "تثير أسئلة خطيرة حول دونالد ترامب ومعرفته بجرائم إبستين المروعة".
وفي إحدى الرسائل المؤرخة في يناير 2019 والمرسلة إلى الكاتب الصحفي مايكل وولف، قال إبستين عن ترامب: "بالطبع، كان يعرف بشأن الفتيات لأنه طلب من جيسلين التوقف".
وكان ترامب قد أشار في وقت سابق إلى أن إبستين "سرق" موظفات شابات قام بتعيينهن بعيدًا عن نادي "مار إيه لاجو" الريفي المملوك له.
وتقضي صديقة إبستين السابقة ومساعدته، جيسلين ماكسويل، عقوبة السجن لمدة 20 عامًا بتهمة الاتجار بالجنس، بما في ذلك شراء الفتيات لاستغلالهن جنسيًا.
2. ترامب "كلب لم ينبح"
وفي رسالة بريد إلكتروني أخرى تعود لعام 2011، زعم إبستين لماكسويل أن ترامب أمضى ساعات مع إحدى ضحاياه لكنه لم يتحدث عن ذلك.
قال إبستين: "أريدك أن تدركي أن ذلك الكلب الذي لم ينبح هو ترامب". وفي ردها، قالت ماكسويل: "لقد كنت أفكر في ذلك".
وزعم البيت الأبيض لاحقًا أن الضحية هي فرجينيا جيوفري، التي انتحرت في أبريل عن عمر ناهز 41 عامًا. ولم يشر البريد الإلكتروني إلى سبب قضاء ترامب وقتًا معها.
ورد ترامب عبر منصته "تروث سوشيال"، متهما الديمقراطيين "بمحاولة إثارة خدعة جيفري إبستين مرة أخرى" لصرف الانتباه عن الإغلاق الحكومي، حيث أدت الانقسامات السياسية إلى ترك الحكومة الفيدرالية في حالة من الفوضى لأسابيع.
3. إبستين يحتقر ترامب
كان لإبستين، الذي توفي في السجن عام 2019 عن عمر يناهز 66 عامًا، رأي سيئ تجاه ترامب في السنوات التي سبقت وفاته.
كتب إبستين في بريد إلكتروني عام 2017: "لقد قابلتُ أشخاصًا سيئين للغاية. لا أحد منهم أسوأ من ترامب. لا توجد فيه خلية واحدة سليمة".
وفي رسائل أخرى، وصف إبستين ترامب بأنه "مجنون" يظهر علامات "الخرف المبكر".
4. علاقة الأمير أندرو بـ إبستين
وأضفت رسائل البريد الإلكتروني المزيد من الشكوك حول رواية الأمير أندرو شقيق ملك بريطانيا حول توقيت قطع علاقاته مع إبستين، فضلاً عن إنكاره لقاء جيوفري.
في مارس 2011، بعد أربعة أشهر من ادعائه لاحقًا أنه أنهى علاقته مع إبستين، كتب الأمير السابق إليه إلى ماكسويل قائلاً: "لا أستطيع أن أتحمل المزيد من هذا"، ردا على الاتهامات التي وجهتها إليه صحيفة "ميل أون صنداي".
يبدو أن رسالة بريد إلكتروني أخرى من إبستين في عام 2011 تؤكد صحة صورة للأمير أندرو آنذاك وهو يمسك جيوفري من خصرها في عام 2001 عندما كانت تبلغ من العمر 17 عامًا.
في الرسالة، قال إبستين: "نعم، كانت على متن طائرتي ونعم، تم التقاط صورتها مع أندرو، كما فعل العديد من موظفيّ".
وفي مقابلة مع برنامج "نيوزنايت" على قناة "بي بي سي" عام 2019، زعم الأمير أندرو، الذي ينفي ارتكاب أي مخالفات، أن الصورة ربما تم التلاعب بها وأنه "ليس لديه أي ذاكرة على الإطلاق" بشأن التقاطها.
وفي مذكراتها التي نشرتها بعد وفاتها، زعمت جيوفري أنها أُجبرت على ممارسة الجنس مع الأمير السابق ثلاث مرات.
5. كاتب سيرة ترامب
كتب المؤلف مايكل وولف، أربعة كتب تروي المسيرة السياسية لترامب، بما في ذلك كتابه الأكثر مبيعًا في عام 2018 "النار والغضب: داخل البيت الأبيض لترامب"، والذي قوبل بانتقادات من الإدارة.
ويعرف وولف إبستين منذ سنوات، وكان الممول لكتبه عن ترامب. وقد صرّح الكاتب سابقًا بأنه يمتلك عشرات الساعات من تسجيلات المقابلات مع إبستين وهو يتحدث عن ترامب.
ومن بين رسائل البريد الإلكتروني الثلاث التي أصدرها الديمقراطيون يوم الأربعاء، تضمنت اثنتان رساتئل مع وولف، بما في ذلك الرسالة التي يقول فيها إبستين إن ترامب "كان يعرف عن الفتيات"، مما وضع الكاتب البارز في دائرة الضوء.
وجاء في إحدى رسائل البريد الإلكتروني، التي أرسلها وولف إلى إبستين في ديسمبر 2015، أن ترامب قد "يشنق نفسه"، وذلك ردًا على طلب إبستين وولف نصيحة حول كيفية التعامل مع أسئلة متوقعة من شبكة (سي إن إن) بشأن علاقته بالمرشح الرئاسي آنذاك.
يقول وولف: "أعتقد أنه يجب عليك تركه يشنق نفسه. إذا قال إنه لم يستقل الطائرة أو إلى المنزل، فهذا يمنحك رصيدًا سياسيًا وعلاقات عامة قيّمًة. يمكنك شنقه بطريقة قد تعود عليك بفائدة إيجابية...".
وأضاف: "بالطبع، من الممكن أن يقول عندما يُسأل، إن جيفري رجل عظيم وتعرض لمعاملة سيئة وهو ضحية للصوابية السياسية - مصطلح يُستخدم لغرس فكرة وجود فجوة عميقة بين "الناس العاديين" و"النخبة الليبرالية"- التي يجب حظرها في نظام ترامب".
https://www.theguardian.com/us-news/2025/nov/13/epstein-files-key-takeaways

