في حلقة جديدة من مسلسل العنف المتصاعد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، هاجم مستوطنون مسلحون مزارعين فلسطينيين في قرية سنجل شمال شرق رام الله، مما يسلط الضوء على الواقع المرير الذي يعيشه الفلسطينيون تحت تهديد الاستيطان المستمر.

يأتي هذا الهجوم في سياق موجة أوسع من الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال والمستوطنون يوم الجمعة في مختلف أنحاء الضفة الغربية والقدس، والتي شملت اعتداءات على مزارعين وتدمير ممتلكات وعمليات قتل، مما يؤكد على الطبيعة المنهجية لهذه الاعتداءات التي تهدف إلى ترهيب السكان الأصليين والاستيلاء على أراضيهم.

 

اعتداء سنجل: استهداف ممنهج للأرض والمزارع

شهدت قرية سنجل هجوماً عنيفاً من قبل مستوطنين استهدفوا المزارعين الذين كانوا يعملون في أراضيهم.

هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها القرية لمثل هذه الاعتداءات، حيث أصبحت هدفاً متكرراً للمستوطنين الذين يسعون إلى طرد المزارعين والاستيلاء على أراضيهم الخصبة، خاصة مع بدء موسم قطف الزيتون.

تقع سنجل تحت حصار فعلي بسبب الجدار الفاصل والمستوطنات المتوسعة التي تخنقها، مما يجعل الوصول إلى الأراضي الزراعية مغامرة محفوفة بالمخاطر.

وقد أدت هذه الاعتداءات المتكررة إلى إصابة العشرات وتخريب ممتلكات وسرقة شتلات الزيتون وتدمير مركبات، في محاولة لكسر إرادة السكان ودفعهم إلى هجر أراضيهم.

 

يوم الجمعة الدامي: تصعيد في أنحاء الضفة الغربية

لم تقتصر الانتهاكات على قرية سنجل وحدها، بل امتدت لتشمل مناطق متعددة من الضفة الغربية يوم الجمعة. ففي منطقة الأغوار الشمالية، دمر مستوطنون معدات طاقة شمسية تعود لمواطنين فلسطينيين وهددوا العائلات في خربة سمرة.

كما هاجموا مزارعي الزيتون في بلدة بيتا جنوب نابلس، قبل أن تتدخل قوات الاحتلال وتطلق قنابل الغاز على المزارعين وتعتدي على بعضهم بالضرب.

وتوجت اعتداءات يوم الجمعة بقيام قوات الاحتلال بقتل الشاب محمد عدنان يوسف سلامة (25 عاماً) بالقرب من دوار السينما في مدينة جنين شمال الضفة الغربية.

 

عنف منهجي واستيلاء على الأراضي

تأتي هذه الهجمات ضمن نمط أوسع من العنف الممنهج الذي يمارسه المستوطنون بحماية كاملة من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

فمنذ أكتوبر 2023، تم توثيق آلاف الهجمات التي نفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، مما أسفر عن مقتل مدنيين وتهجير عشرات التجمعات البدوية قسراً. ويستغل المستوطنون موسم قطف الزيتون، الذي يمثل مصدر رزق أساسي لآلاف العائلات الفلسطينية، لزيادة وتيرة هجماتهم.

يترافق هذا العنف مع سياسة مصادرة الأراضي وتوسيع المستوطنات، كما هو الحال في محيط سنجل حيث يهدف بناء الجدار الفاصل إلى عزل آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية الخاصة.

 

انتهاكات القدس والإدانة الدولية

في القدس المحتلة، تستمر سلطات الاحتلال في سياسة هدم المنازل بحجة البناء بدون ترخيص، كما حدث يوم الخميس في بلدة قطنا حيث تم هدم منزلي عائلة حوشية، مما أدى إلى تشريد حوالي 50 شخصاً.

ورغم كل هذه الإجراءات القمعية والقيود المشددة، تحدى عشرات الآلاف من الفلسطينيين هذه الإجراءات وأدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك.

وتعتبر جميع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية غير قانونية بموجب القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة المتعددة، كما أكدت محكمة العدل الدولية في رأيها الاستشاري الأخير. وتصنف هذه الانتهاكات، بما في ذلك تدمير الممتلكات والتهجير القسري، كجرائم حرب بموجب اتفاقية جنيف الرابعة