أعلنت جماعة الحوثي في اليمن، مساء أمس الأربعاء، مسؤوليتها عن إغراق سفينة الشحن "إترنيتي سي" (ETERNITY C) التي ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة يونانية، أثناء إبحارها نحو ميناء إيلات الإسرائيلي.
ويأتي هذا الهجوم بعد أيام فقط من حادثة مشابهة استهدفت فيها الجماعة سفينة "ماجيك سيز"، مما يؤكد تصعيدًا غير مسبوق في الهجمات البحرية المرتبطة بالحرب الإسرائيلية على غزة.
عملية منظمة.. وهجوم متعدد الوسائط
وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة، العميد يحيى سريع، إن قوات البحرية التابعة للحوثيين استخدمت زورقًا مسيّرًا وستة صواريخ في تنفيذ العملية، موضحًا أن الهجوم تم بعد "رفض السفينة الاستجابة للتحذيرات المتكررة".
واعتبر سريع العملية "ردًا طبيعيًا على العدوان الإسرائيلي على غزة ودعمًا للشعب الفلسطيني"، مؤكدًا إنقاذ بعض أفراد الطاقم وتقديم الرعاية الطبية لهم قبل نقلهم إلى موقع آمن.
وفي تسجيل مصور نُشر لاحقًا على موقع الإعلام الحربي لجماعة أنصار الله الحوثية، عرض الحوثيون مشاهد من عملية الاستهداف والإغراق، مؤكدين أن السفينة كانت متجهة إلى ميناء إيلات، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول جنسيات أو مصير كامل أفراد الطاقم.
خسائر بشرية ومصير غامض
وفقًا لتقارير وكالة "رويترز"، أسفر الهجوم عن مقتل أربعة أفراد من أصل 25 كانوا على متن السفينة، جميعهم تقريبًا من الجنسية الفلبينية، بينما لا يزال مصير 15 آخرين مجهولًا حتى اللحظة.
وقد تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال ستة ناجين، غير أن مصادر بريطانية رسمية، ممثلة في هيئة عمليات التجارة البحرية (UKMTO)، أكدت تعرض السفينة لقصف متكرر على مدار ثلاثة أيام قبل أن تغرق بالكامل.
وفي سياق متصل، وجهت السفارة الأمريكية في اليمن اتهامات مباشرة للحوثيين باختطاف بعض الناجين من طاقم السفينة، بعد ما وصفته بـ"قتل زملائهم عمدًا"، معتبرة الحادث "عملًا إرهابيًا"، ومطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن البحارة المختطفين.
هجوم مزدوج خلال أسبوع.. ماجيك سيز نموذجًا
ويعد حادث "إترنيتي سي" هو الثاني من نوعه في أقل من أسبوع، حيث أغرقت الجماعة يوم الأحد الماضي السفينة "ماجيك سيز"، متهمة إياها بانتهاك الحظر البحري المفروض على الموانئ الإسرائيلية منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023. وتؤكد الجماعة أن السفن المتعاملة مع إسرائيل أو التي تصل إلى موانئها تعتبر "أهدافًا مشروعة".
تداعيات خطيرة على الملاحة العالمية
وتحذر أوساط دولية من أن تكرار الهجمات في هذا الممر الملاحي الحيوي سيؤدي إلى أزمة غير مسبوقة في قطاع الشحن البحري، قد تطال سلاسل التوريد العالمية وتفاقم أسعار النقل والتأمين، في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي بالفعل اضطرابات واسعة.
وكانت جماعة الحوثي قد أعلنت في مايو الماضي فرض حظر بحري على ميناء حيفا، ووجهت إنذارات متكررة إلى شركات الشحن الدولية بعدم التعامل مع الموانئ الإسرائيلية، تحت طائلة الاستهداف. وعلى الرغم من فترات تهدئة سابقة ربطت الجماعة خلالها تعليق عملياتها باتفاقات وقف إطلاق النار في غزة، إلا أنها عاودت الهجمات عقب تجدد الحرب في مارس الماضي، بعد فشل إسرائيل في الالتزام ببنود اتفاق الهدنة الذي بدأ في يناير 2025.
خلفية الصراع وتصاعد العمليات
منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، تبنّت جماعة الحوثي موقفًا ميدانيًا داعمًا للفلسطينيين، وأطلقت صواريخ على أهداف في إسرائيل، كما استهدفت عدة سفن بزعم ارتباطها بالمصالح الإسرائيلية، وتؤكد الجماعة أن هجماتها ستستمر حتى يتم وقف الحرب ورفع الحصار عن غزة.
الفيديو:
https://www.mmy.ye/346184/