خيّم الحزن، وسادت حالة من الصدمة، على أهالي قرية دلجا التابعة لمركز دير مواس بمحافظة المنيا، بعد وقوع مأساة إنسانية هزّت مشاعر الجميع، إثر وفاة أربعة أطفال أشقاء من أسرة واحدة، وإصابة شقيقتين أخريين، في ظروف غامضة بدأت بإعياء حاد، وارتفاع مفاجئ في درجات الحرارة، وانتهت بكارثة أليمة.
بداية المأساة: إعياء ثم فقدان الأرواح
في الساعات الأولى من صباح أمس السبت، بدأت أعراض غريبة تظهر على ستة أطفال من أسرة واحدة تقيم في قرية دلجا، تمثلت في تشنجات عصبية حادة، اضطراب في الوعي، وارتفاع شديد في درجة الحرارة. وعلى الفور، هرع ذوو الأطفال بهم إلى مستشفى دير مواس المركزي، في محاولة لإنقاذهم، غير أن أربعة منهم فارقوا الحياة تباعًا، رغم محاولات الأطباء لإنعاشهم.
وبحسب مصادر طبية، وصل إلى المستشفى كل من:
محمد ن. م (11 عامًا) – متوفى
ريم ن. م (10 أعوام) – متوفاة
عمر ن. م (7 أعوام) – متوفى
أحمد ن. م (5 أعوام) – تُوفي بعد لحظات من وصوله
فيما تم حجز كل من الطفلتين:
رحمة ن. م (12 عامًا)
فرحة ن. م (15 عامًا)
وهما حاليًا تحت الرعاية الطبية الدقيقة، حيث تم وضعهما في قسم العناية المركزة، وسط مخاوف من تطور حالتيهما.
تحرك عاجل من وزارة الصحة
في أعقاب الحادث المفجع، كلف الدكتور نادي مكرم، وكيل وزارة الصحة بالمنيا، فريقًا طبيًا متخصصًا بالتوجه إلى مستشفى دير مواس، ومتابعة الحالات المصابة، وسحب عينات طبية دقيقة من المصابتين لفحصها معمليًا، بهدف الوقوف على أسباب التدهور المفاجئ في حالتهم الصحية.
وأكدت مصادر داخل مديرية الصحة أن الفرق الطبية تجمع الآن معلومات موسعة من محيط الأسرة وبيئتها، وتفحص مصادر المياه والطعام والتخزين المنزلي، وسط شكوك أولية بوجود تسمم محتمل أو عدوى حادة.
القرية تحت الصدمة
تعيش قرية دلجا، أكبر قرى الصعيد حالة من الذهول والحداد، حيث لم تستفق العائلات من فاجعة فقدان أربعة أطفال من بيت واحد، كانوا يلعبون صباحًا ودفنوا في المساء، وسط مشهد جنائزي مهيب شارك فيه المئات من أبناء القرية والمناطق المجاورة.
وقال أحد جيران الأسرة، ويدعى "أبو علي": "ما حصل لا يوصف.. أولاد زي الورد، بيحبوا الناس كلها، والصبح كانوا بيلعبوا، وفجأة وقعوا واحد ورا التاني. محدش فاهم حاجة لحد دلوقتي".