تشهد منظومة حجز تذاكر القطارات والمترو، شللًا غير مسبوق منذ اندلاع الحريق الهائل في مبنى سنترال رمسيس وسط القاهرة، يوم الإثنين 7 يوليو 2025، حيث أدى الحادث إلى تعطل كامل في أنظمة الحجز الإلكتروني التابعة للهيئة القومية لسكك حديد مصر، مما أجبر المحطات على العودة لنظام صرف التذاكر اليدوي.

وبحسب مصادر مطلعة داخل الهيئة، لا يزال العطل قائمًا حتى صباح اليوم الخميس 10 يوليو، مع استمرار غياب خدمات الحجز عبر الإنترنت والتطبيقات الذكية، في مشهد أعاد إلى الأذهان فترات ما قبل التحول الرقمي، وسط تكدس المسافرين على شبابيك المحطات الرئيسية، وانتشار حالة من الغضب والاستياء بين المواطنين.

 

عودة للوراء.. التذاكر تُصرف يدويًا
وأكد مصدر مسؤول بالهيئة، أن الحريق الذي شب في السنترال الرئيسي بوسط العاصمة تسبب في قطع الاتصال بين خوادم الحجز وشبكة الإنترنت المركزية، مما أدى إلى توقف كافة خدمات الحجز الإلكتروني، خاصة في محطات رمسيس، والجيزة، والإسكندرية، وسيدي جابر.

وأوضح المصدر أنه يتم حاليًا صرف التذاكر يدويًا من خلال "القسائم المطلقة"، وهي نظام بديل يُستخدم في حالات الطوارئ لتسيير حركة الركاب، ويشمل جميع أنواع القطارات، من "تحيا مصر" الاقتصادية، إلى القطارات المكيفة والنوم وقطارات "التالجو" الفاخرة.

ورغم محاولات الهيئة طمأنة المواطنين بأن العمل جارٍ على استعادة النظام خلال "الساعات القليلة المقبلة"، إلا أن الواقع في المحطات يُشير إلى أن الأزمة مرشحة للاستمرار، خاصة مع غياب جدول زمني واضح لحل العطل، أو توضيح رسمي لحجم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية التكنولوجية للهيئة.

 

أزمة ثقة وشكاوى متكررة
شهدت الأيام الماضية شكاوى متكررة من الركاب بشأن بطء الخدمات اليدوية، وازدحام شديد على شبابيك الحجز، إضافة إلى غياب التنسيق بين المحطات والمواعيد، ما زاد من تأخير القطارات واضطراب حركة السفر، خاصة على الخطوط الطويلة مثل القاهرة - أسوان والقاهرة - الإسكندرية.

وأعرب عدد من المواطنين عن استيائهم من ضعف الاستجابة الرسمية للأزمة، متسائلين عن الخطط البديلة التي يفترض أن تكون جاهزة لمواجهة كوارث كهذه، خاصة مع ارتفاع الاعتماد على الوسائل الرقمية التي يفترض أن توفر السرعة والدقة والأمان.

 

كارثة الاتصالات.. هشاشة تتكرر
الحريق، الذي لم تُعلن الجهات المعنية حتى الآن عن أسبابه بشكل رسمي، كشف عجزًا كبيرًا في بنية الاتصالات، حيث تسبب في انقطاع الإنترنت عن عدة منشآت حيوية، ليس فقط في السكك الحديد، ولكن أيضًا في بعض البنوك والمرافق الحكومية ومراكز خدمة العملاء.

ويرى مراقبون أن الحادث أعاد إلى الواجهة تساؤلات مزمنة حول مدى جاهزية البنية التحتية التكنولوجية، وقدرتها على تحمل الأزمات، في ظل توسع الدولة في استخدام الوسائل الرقمية، دون ما يكفي من خطط الطوارئ أو نظم الحماية المتقدمة.

 

خسائر لا تُحصى.. وتأثير ممتد
رغم عدم توفر بيانات رسمية عن حجم الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الحريق وتعطل الخدمات، إلا أن التأثيرات امتدت من تعطل السكك الحديدية إلى خسائر في قطاع السياحة الداخلية، إضافة إلى الإرباك الذي أصاب أنظمة الحجز الفندقي والمواصلات المتصلة.

وفي ظل هذه الفوضى الرقمية، تستمر الحكومة في إطلاق وعودها المعتادة عن "قرب الإصلاح"، بينما يواصل المواطنون البحث عن تذكرة سفر على شبابيك محطات غارقة في الزحام، وسط حرارة الصيف وتجاهل حكومي معتاد.

https://www.facebook.com/photo/?fbid=1121084926721537

https://www.facebook.com/cairo24/posts/pfbid02tobANB8PHizGeWvcdtEPwjRHggc57FUVG7vj9PFQZ6zc2PDtjt6tvSV33hxtYFul