نشرت ميدل إيست مونيتور مقالًا للكاتب بيتر إف. كراولي، يناقش فيه احتمال أن يكون طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإسقاط التهم عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجرد وسيلة لتحقيق وقف لإطلاق النار في غزة، وليس بدافع التضامن الشخصي.
شهدت الولايات المتحدة أسبوعًا مزدحمًا: أقر الكونجرس "القانون القبيح الكبير"، وبدأت عطلات 4 يوليو، وأصدر القضاء قرارًا يمنع فرض أوامر قضائية على مستوى البلاد، ما يزيد تعقيد الدفاع عن الحقوق الدستورية. وفي هذا السياق، دعا ترامب فجأة إلى وقف إطلاق نار في غزة، وهي دعوة أعلنها من قبل دون تنفيذ حقيقي، خاصة أنه دعم الحرب على إيران وسوّى هجومًا على منشآتها النووية. كما وافق على بيع أسلحة بقيمة 14 مليار دولار لإسرائيل.
لكن مع انخفاض نسبة تأييده إلى 42%، وهي الأدنى في ولايته الثانية، ومع ضغط قانون الكونجرس وتورط أمريكا في الحرب الإسرائيلية-الإيرانية، يبحث ترامب عن إنجاز يلمّع صورته. في هذا السياق، دعا القضاء الإسرائيلي إلى إسقاط تهم الفساد عن نتنياهو، رغم أنه المسؤول عن قيادة حرب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.
يعتقد بعض المراقبين أن ترامب يرى في نتنياهو زميلًا في "الإجرام السياسي"، ويقدّم له هذا الدعم كجزء من خطة انتخابية، لكن الكاتب يرى أن ترامب لا يملك ولاءً حقيقيًا لأي أحد. مواقفه تتبدل باستمرار، وجمهوره يؤيده على أي حال.
يعرف ترامب أن وقف إطلاق نار في غزة سيمنحه مكاسب متعددة: المحافظون الجدد سيشكرونه باعتباره أنهى الحرب في توقيت مناسب، والديمقراطيون المؤيدون لإسرائيل سيصفقون، والناخبون الجمهوريون سيرونه منجزًا، واليساريون سيعتبرون أنه نجح فيما فشل فيه بايدن. وإذا تحقق سلام أوسع – رغم أنه مستبعد بسبب ضعف مهارات ترامب الدبلوماسية – فقد يدخل ذلك ضمن "إرثه".
يرى الكاتب أن ترامب يعتقد أن نتنياهو بحاجة إلى استمرار الحرب للهروب من السجن، وأنه إذا أُسقطت عنه التهم، فقد يوافق على وقف إطلاق النار. لكن الواقع أكثر تعقيدًا: شعبية نتنياهو تدهورت بشدة، و70% من الإسرائيليين لا يثقون به، ومع ذلك ارتفعت شعبيته بعد الهجوم على إيران، وربما يعود للسلطة في الانتخابات المقبلة.
إسقاط التهم وحده لن يدفعه للجلوس على طاولة المفاوضات، لكنه قد يفتح الطريق أمام اتفاق سلام لو ترافق مع ضغط مستمر من ترامب. المشكلة أن ترامب يعتمد دائمًا على اتفاقات فردية قصيرة المدى دون معالجة الجذور السياسية، كما فعل مع طالبان وفشل في أوكرانيا.
ساهم اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت الذي رتبه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في يناير 2025 في تحسين صورة ترامب مؤقتًا، لكنه انهار في مارس، واستأنفت إسرائيل المجازر والتجويع الجماعي. صدرت أوامر عسكرية بإطلاق النار على مدنيين يبحثون عن الطعام، مما أسفر عن مقتل نحو 600 فلسطيني.
نجحت هذه المناورة الجديدة في تحقيق هدنة، رغم أنها تنبع من رغبة ترامب في تحسين صورته لا إنقاذ أرواح. ومع تحققها انقذت آلاف المدنيين ووضعت حدًا لإحدى أبشع الكوارث الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية. أما إذا فشلت، فستكون محاولة أخرى من محاولات الزعيم الشعبوي لاستغلال المآسي لصالحه الشخصي.
https://www.middleeastmonitor.com/20250704-trumps-plea-to-drop-the-bibi-charges-may-just-be-a-path-to-gaza-ceasefire/