دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره السوري أحمد الشرع إلى الانضمام إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، وذلك خلال أول لقاء رسمي بينهما في العاصمة السعودية الرياض، في سابقة هي الأولى منذ أكثر من ربع قرن من القطيعة السياسية بين واشنطن ودمشق.
وجاء اللقاء الذي جمع ترامب والشرع على هامش زيارة الرئيس الأميركي إلى الخليج، بعد يوم واحد فقط من إعلان ترامب نيته رفع العقوبات الأميركية عن سورية، في خطوة وصفها بأنها "منح فرصة لحكومة دمشق الجديدة"، وهي الحكومة التي تسلمت زمام الأمور عقب نجاح الثورة السورية المسلحة التي استمرت 14 عامًا.
وبحسب وكالة الأناضول، لم يقتصر الاجتماع على اللقاء الثنائي فحسب، بل شهد قمة افتراضية جمعت كلاً من ترامب، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس السوري أحمد الشرع، حيث ناقش الزعماء مستقبل سورية في المنطقة، وسبل تطبيع علاقاتها السياسية والاقتصادية والدبلوماسية مع محيطها.
ترامب: حان وقت "فرصة جديدة" لسورية
وفي كلمته أمام القمة الخليجية الأميركية في الرياض، أكد ترامب أن إدارته تدرس تطبيع العلاقات بشكل كامل مع سورية، مشيرًا إلى أن هذا التوجه بدأ بلقاء مباشر مع الرئيس الشرع.
وقال وسط تصفيق حار من الحضور: "سأصدر الأوامر برفع العقوبات عن سورية من أجل توفير فرصة لهم للنمو، هناك حكومة جديدة نأمل أن تنجح. أقول: حظاً سعيداً يا سورية، أرونا شيئاً خاصاً".
وأكد ترامب أنه طلب من نظيره السوري التعاون في منع عودة تنظيم داعش إلى الساحة مجددًا، كما دعا الشرع إلى اتخاذ خطوات لطرد ما وصفهم بـ"الإرهابيين الفلسطينيين"، في إشارة مباشرة لعناصر الفصائل الفلسطينية الموجودة في الأراضي السورية، وهو تصريح أثار موجة انتقادات في الأوساط الفلسطينية والعربية.
لقاء بمجهودات خليجية وترتيبات سرية
وكشفت وكالة "رويترز" أن ترتيبات هذا اللقاء الاستثنائي جرت في الكواليس منذ أسابيع، بمشاركة دول خليجية ورجل أعمال أميركي بارز وناشطين سوريين.
وأفادت بأن الشرع قدم عدة إشارات إيجابية تجاه إدارة ترامب، من بينها الاستعداد لمناقشة ملف التطبيع مع إسرائيل، والانفتاح على الشراكة الإقليمية لمحاربة الإرهاب، ما مهّد الطريق لهذا اللقاء النادر.
ولم يعلق الجانب السوري رسميًا بعد على تفاصيل المحادثات، لكن وسائل إعلام مقربة من دمشق تحدثت عن "فرصة تاريخية لإعادة دمج سورية في النظام الإقليمي والدولي بعد سنوات من الحصار والدمار".
وزير خارجية أميركا يلتقي نظيره السوري
وفي سياق متصل، أعلن ترامب أن وزير خارجيته ماركو روبيو سيلتقي نظيره السوري أسعد الشيباني في تركيا خلال الأيام المقبلة، في أول اجتماع دبلوماسي مباشر بين البلدين منذ نحو ربع قرن، لبحث ملفات إعادة الإعمار، والإفراج عن الأموال السورية المجمدة، وإعادة فتح قنوات التعاون الأمني.