أطلق الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحق بريك صرخة مدوية ضد استمرار الحرب في قطاع غزة، معتبرًا أن هزيمة حركة حماس غير ممكنة عسكريًا، وأن توسعة العمليات لن تؤدي سوى إلى مزيد من القتلى في صفوف الجنود والأسرى الإسرائيليين، وانهيار متسارع لإسرائيل من الداخل.
بريك، الذي شغل في السابق منصب مفوض شكاوى الجنود في الجيش الإسرائيلي، نشر مقالًا في صحيفة "هآرتس" العبرية، دعا فيه الإسرائيليين إلى النزول بالملايين إلى الشوارع لإسقاط الحكومة الحالية، متهمًا إياها باستخدام الجيش لأهداف سياسية وشخصية، في تجاهل تام للواقع الميداني والعسكري والسياسي.
حرب خاسرة.. ونتائج كارثية
في مقاله، استعرض بريك جملة من النتائج "الكارثية" المؤكدة لاستمرار الحرب، محذرًا من أن: الأسرى الإسرائيليين قد يموتون داخل أنفاق حماس جراء القصف والعمليات العسكرية المتواصلة.
والجيش سيخسر المزيد من الجنود قتلى وجرحى، فيما تتواصل "حملات الجنازات" التي باتت مألوفة منذ أكثر من عام.
"لن نهزم حماس"، بحسب تعبيره، معتبرًا أن الجيش في وضعه الراهن عاجز عن تحقيق نصر، وأن الحرب ستنتهي بما يشبه خروج أمريكا من فيتنام وأفغانستان – خاسرة ومهانة.
وأضاف أن الردع الإسرائيلي سيتلاشى، ما سيؤدي إلى رفع رؤوس أعداء إسرائيل من إيران وحزب الله إلى الحوثيين وسوريا وتركيا، مؤكدًا أن النتيجة ستكون حرب استنزاف طويلة تدمّر الدولة.
هروب النخب وتآكل الاقتصاد
وتوقع الجنرال المتقاعد أن تؤدي الحرب إلى تدهور اقتصادي غير مسبوق، مع فقدان القدرة على تمويل إعادة بناء الجيش، أو ترميم المستوطنات في الشمال والجنوب، بل وحتى استمرار انهيار قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم.
ولفت إلى أن النخب الاقتصادية والعلمية والفكرية ستفرّ من البلاد، في ظل تفاقم الأزمة، مضيفًا أن الولايات المتحدة، الحليف الأهم، بدأت تفقد اهتمامها بإسرائيل، خاصة مع احتمال فوز مرشح ديمقراطي في الانتخابات القادمة، ما قد يؤدي إلى وقف المساعدات العسكرية والاقتصادية.
تحذير من حرب أهلية
في نبرة شديدة القسوة، حذّر بريك من أن استمرار السياسات الحالية سيؤدي إلى تفكك الجبهة الداخلية وانفجار اجتماعي، مؤكدًا أن الفجوة بين مكونات المجتمع الإسرائيلي قد تتحول إلى صراع أهلي إذا لم يحدث تغيير جذري.
وقال: "نحن شعب من الأغبياء. يُساء استغلالنا. لا تتخيلوا أن التغيير سيأتي من فوق، بل من الشارع فقط".
دعوة للعصيان المدني
دعا بريك الشعب الإسرائيلي إلى الخروج بالملايين إلى الشوارع لاستبدال الحكومة الحالية، معتبرًا أن أي نظام ديمقراطي بديل، سواء كان من اليمين أو اليسار أو حكومة طوارئ وطنية، سيكون أفضل من "المجموعة الحالمة التي تدير الدولة الآن"، على حد تعبيره.
وأكد أن الحل الوحيد لإنقاذ إسرائيل من الانهيار الداخلي يكمن في إسقاط القيادة الحالية، ووقف الحرب فورًا، قبل أن تجرّ البلاد إلى "الخراب الكامل".