أعلنت الجريدة الرسمية بدء تطبيق التوقيت الصيفي، اعتبارًا من منتصف ليل الخميس المقبل، الموافق 24 أبريل 2025، تنفيذًا لأحكام القانون رقم 24 لسنة 2023، الذي أعاد اعتماد هذا النظام بعد توقف دام سنوات. ووفقًا للقرار الحكومي، سيتم تقديم الساعة 60 دقيقة ليبدأ يوم الجمعة 25 أبريل بالتوقيت الجديد، أي الساعة الواحدة صباحًا بدلًا من الساعه 12 من منتصف الليل. ويستمر العمل بالتوقيت الصيفي حتى نهاية يوم الخميس الأخير من شهر أكتوبر المقبل، قبل العودة مجددًا إلى التوقيت الشتوي. ويهدف القرار – بحسب ما ورد في الجريدة الرسمية – إلى "تحقيق الاستخدام الأمثل للطاقة وتنظيم الوقت بما يتماشى مع الأنظمة العالمية". عودة مثيرة للجدل ويثير التوقيت الصيفي في مصر جدلاً واسعًا في كل مرة يُعاد فيها تطبيقه. فبينما ترى الحكومة أن تقديم الساعة يساعد في تقليل استهلاك الطاقة خلال ساعات الذروة، يعتبره كثير من المواطنين إجراءً مربكًا يضيف تعقيدًا إلى تفاصيل الحياة اليومية، لا سيما فيما يتعلق بمواعيد العمل والعبادات والتنقل. وكانت مصر قد ألغت التوقيت الصيفي عدة مرات على مدار العقود الماضية، حيث تم تطبيقه لأول مرة عام 1988، ثم أُلغي وأُعيد أكثر من مرة، قبل أن يتم وقفه نهائيًا في عام 2015 بناءً على مطالب شعبية وانتقادات واسعة. لكن الحكومة عادت لإقراره العام الماضي تحت مظلة قانون جديد، ما أعاد النقاش حول فعاليته الحقيقية وجدواه الاقتصادية. أهداف معلنة وواقع ملتبس وبحسب نص القانون، فإن الهدف الرئيسي من العودة للتوقيت الصيفي هو ترشيد استهلاك الطاقة، في ظل الضغوط التي تواجهها الدولة نتيجة ارتفاع أسعار الوقود والتوسع في استهلاك الكهرباء، خاصة خلال فصل الصيف. لكن خبراء طاقة يشككون في الأثر الفعلي لهذا النظام، مشيرين إلى أن وفورات الطاقة المحققة "طفيفة" ولا تستحق – برأيهم – التكاليف الاجتماعية والنفسية المرتبطة بتغيير التوقيت، خصوصًا في ظل الاعتماد المتزايد على أجهزة التكييف المنزلية والمباني الذكية التي تعمل بنظام توقيت إلكتروني. أجهزة ذكية قد تُربك البعض ووفقًا للقرار، فإن معظم الأجهزة الإلكترونية الحديثة ستقوم بتحديث الساعة تلقائيًا، لكن السلطات أوصت المواطنين بالتحقق يدويًا من توقيت أجهزتهم، خصوصًا الهواتف وأجهزة الحواسيب والأنظمة غير المتصلة بالإنترنت، تفاديًا لأي ارتباك قد يحدث صباح الجمعة. تأثيرات على جدول المواطنين ويشكو البعض من أن التوقيت الصيفي يربك جداول النوم والعمل، خصوصًا لدى الأسر التي لديها أطفال، أو من يعملون بنظام الورديات، فضلًا عن تأثيره على توقيتات الصلوات، ولا سيما صلاتي الفجر والمغرب.