تواصل إسرائيل حربها الإبادية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر  2023، متسببة في استشهاد أكثر من 50 ألف شخص، بينهم أكثر من 16 ألف طفل، من ضمنهم نحو 200 رضيع وُلدوا واستُشهدوا خلال العدوان، وفقًا لتقرير نشره موقع ميدل إيست مونيتور.

خلص تحقيق أممي إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت أفعالًا ترقى إلى الإبادة الجماعية عبر استهداف وتدمير المنظومة الصحية الإنجابية في القطاع. قصفت القوات مركز الخصوبة الرئيسي، ومنعت وصول الأدوية والمساعدات اللازمة للحوامل وحديثي الولادة، ما أدى إلى تقويض قدرة الفلسطينيين الإنجابية جزئيًا.

أعلنت وكالة الأونروا عن إصابة أكثر من 4 آلاف امرأة حامل ومرضّعة بسوء تغذية حاد، في ظل إغلاق المعابر منذ بداية رمضان ونقص الغذاء الحاد، مما أدى إلى ضعف الأطفال الرضّع وتدهور صحتهم، وزيادة الولادات المبكرة.

تشهد مستشفيات غزة ظاهرة "الرضّع الأقزام"، نتيجة سوء التغذية، مع ارتفاع حالات الإجهاض المبكر والولادات المبكرة، لأسباب تتعلق بسوء التغذية واستنشاق الغازات السامة. ارتفعت أيضًا التشوهات الخَلقية بين المواليد، خاصةً في القلب والدماغ والأعضاء التناسلية، ويُعزى ذلك إلى المواد المتفجرة السامة والمشعة المستخدمة في القصف، كالفوسفور الأبيض، وانتشار الفيروسات، وانعدام النظافة وسوء تغذية الأمهات.

تعرض نحو 500 ألف طفل للنزوح المتكرر، ما حرمهم من اللقاحات، بينما توفي العديد من حديثي الولادة بسبب الحجم غير الطبيعي. تعاني الأمهات من الجوع والعطش والخوف، ويلدن في ظروف النزوح بدلًا من ولادات آمنة. تراجع معدل النمو السكاني من 2.7% إلى 1%، كما انخفضت معدلات الخصوبة والزواج بفعل الخوف من الظروف غير الآمنة.

تواجه 50 ألف امرأة حامل خطرًا كبيرًا بسبب انهيار النظام الصحي ونقص المتابعة الطبية وسوء التغذية. يسهم التنقل المستمر في حدوث الإجهاض، ويؤثر على صحة الأم والجنين خلال مراحل الحمل والولادة. تتعرض النساء لآلام أكبر خلال العمليات القيصرية، بينما يعاني الرضّع من نقص الحليب بسبب عدم قدرة الأمهات على الإرضاع، مما يدفعهن لاستخدام الحليب الصناعي رغم صعوبة توفره.

كشف صندوق الأمم المتحدة للسكان أن الأطباء لم يعودوا يرون مواليد بحجم طبيعي، نتيجة جوع الأمهات اليومي. تظهر على الرضّع علامات الضعف والاصفرار، وتصل حالتهم للمستشفيات في وضع حرج.

شهدت الحرب أيضًا استهدافًا مباشرًا للنساء اللاتي خضعن للتلقيح الصناعي. في اليوم الأول للحرب، كانت نحو 50 امرأة تستعد لاستكمال العلاج في مركز الخصوبة بغزة، لكن القصف دمر آلاف الأجنة المجمدة، معظمها تعود لأزواج لا يمكنهم الخضوع لجولة علاج جديدة، ما يزيد خطر فشل الحمل لديهم.

ضربات جوية إسرائيلية دمرت أجنة مجمدة في عدة عيادات، وتوفي العديد من الرضّع والأمهات بسبب غياب الرعاية الطبية. تشير الإحصائيات إلى ارتفاع نسبة الإجهاض بنسبة 300%.

تُظهر هذه الأرقام حجم الكارثة التي تواجهها النساء الحوامل في غزة، ما بين خطر الموت أو الإجهاض أو الولادة المبكرة. تُقدَّر عدد الولادات اليومية بـ180، في ظل غياب الحليب الصناعي، واضطرار بعض الأمهات لإعطاء أطفالهن الماء فقط. تواجه مئات النساء صعوبة في الإرضاع، وزادت معدلات الولادات القيصرية الخطرة والإجهاض وسوء تغذية المواليد.

في عام 2023، قبل اندلاع الحرب، بلغ معدل الخصوبة 3.38 طفل لكل امرأة، ما يفسر ارتفاع عدد الولادات خلال الحرب. لكن هذا المعدل مهدد بالانخفاض في السنوات القادمة، نتيجة استهداف النساء، وتراجع عدد الولادات، ما سيؤثر على التركيبة السكانية وسوق العمل في غزة.

https://www.middleeastmonitor.com/20250417-the-israeli-genocide-in-gaza-targets-foetuses-newborns-and-pregnant-women/