أعلنت الصين عن إجراء أول تدريب عسكري مشترك مع مصر في منطقة الشرق الأوسط، في وقت يواصل فيه الجيش الأمريكي تكثيف وجوده في المنطقة وسط تصاعد التوترات مع إيران. يحمل هذا التدريب، الذي يحمل اسم "نسور الحضارة 2025"، دلالة كبيرة على تعزيز التعاون العسكري بين البلدين في وقت حساس.

هذه المرة الثانية التي ترسل فيها الصين طائراتها العسكرية إلى مصر بعد أن أرسلت في صيف العام الماضي سبع طائرات من طراز J-10 و طائرة نقل Y-20 للمشاركة في عرض جوي في مصر. يأتي هذا في وقت تشهد فيه المنطقة تعقيدات في العلاقات الدولية، خاصة مع تزايد التهديدات من الجماعات المدعومة من إيران مثل الحوثيين في اليمن.

تعد العلاقة الصينية مع مصر "شراكة استراتيجية شاملة" وفقًا لتصريحات الحكومة الصينية، حيث يسعى البلدان إلى توطيد التعاون في مختلف المجالات. في هذا الإطار، فإن التدريب العسكري المشترك سيعمل على تعزيز الثقة والتفاهم المتبادل بين الجيشين الصيني والمصري. ويعتبر هذا التعاون خطوة هامة بالنسبة للصين التي تسعى إلى تعزيز نفوذها في إفريقيا عبر الاستثمارات المالية والسياسية.

المناورات العسكرية الصينية المشتركة ستشمل التدريبات الجوية في مصر خلال الفترة من منتصف إبريل إلى أوائل مايو 2025، ويشمل ذلك إرسال وحدة جوية صينية إلى مصر. كما أفادت البيانات الحديثة التي تتبعت الرحلات الجوية بأن عدة طائرات صينية قد وصلت إلى مصر عبر الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك طائرات نقل Y-20 وطائرة رادار KJ-500.

في الوقت ذاته، يعزز الجيش الأمريكي من وجوده في الشرق الأوسط، حيث يشارك حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس. ترومان في حملة قصف ضد الحوثيين، بينما تقوم حاملة الطائرات كارل فينسون بتنفيذ ضربات جوية من بحر العرب. هذه الحملة جزء من الاستراتيجية الأمريكية لوقف الحصار الحوثي على الشحن التجاري وضمان الأمن في المنطقة.

وفي البحر الأحمر، تعمل الصين حاليًا مع أسطولها البحري في خليج عدن، حيث أتمت سفنها الشهر الجاري تدريبات، بما في ذلك مدمرة وسفينة إمداد، في إطار عمليات مرافقة تجارية في المنطقة.

تعتبر هذه التحركات العسكرية الصينية خطوة لتعزيز حضورها في البحر الأحمر والشرق الأوسط، مع الأخذ في الاعتبار تطور علاقاتها مع مصر. ورغم أن هذا التدريب المشترك يمثل بداية جديدة، فإن توقعات الخبراء تشير إلى إمكانية تعاون عسكري أوسع في المستقبل بين البلدين، خاصة في مجالات المعدات العسكرية.

 

مستقبل التعاون العسكري بين الصين ومصر

من المتوقع أن تسهم هذه التدريبات في تعزيز قدرات التعاون بين الجانبين، وتفتح الباب أمام فرص لتعزيز التنسيق بين القوات الجوية المصرية والصينية. في الوقت نفسه، تراقب القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة هذه التحركات عن كثب، خصوصًا في ظل التحولات الجيوسياسية التي قد تغير من موازين القوى في المنطقة.

بينما تواصل الصين تعزيز وجودها العسكري في المنطقة، تبقى الأسئلة مفتوحة حول ما إذا كانت قواتها البحرية ستتوسع لتشمل مهام خارج المناطق التقليدية التي تعمل فيها.

https://www.newsweek.com/china-egypt-news-exercise-us-middle-east-houthis-iran-2060885