واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيد عدوانها ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلة، حيث اقتحم مئات المستوطنين المتطرفين صباح اليوم الأحد المسجد الأقصى المبارك، في حين تواصل الحملة العسكرية الإسرائيلية في مدينتي جنين وطولكرم، التي تشهد تصعيدًا غير مسبوق منذ عدة أسابيع.
اقتحام المسجد الأقصى.. استهداف للمقدسات والطمأنينة الفلسطينية
منذ ساعات الصباح الباكر، اقتحم مئات المستوطنين المتطرفين المسجد الأقصى عبر باب المغاربة تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال، في خطوة استفزازية جديدة تهدف إلى فرض واقع جديد في المكان المقدس. وتخلل الاقتحام تنفيذ جولات استفزازية في باحات المسجد وأداء طقوس تلمودية علنية.
وقالت مصادر فلسطينية إن هذا التصعيد يأتي في وقت حساس، حيث يتوقع أن ترتفع وتيرة الاقتحامات في الأيام المقبلة، تزامنًا مع احتفالات عيد الفصح اليهودي.
ووسط هذه الأجواء المشحونة، تواصل شرطة الاحتلال فرض قيود مشددة على دخول المصلين الفلسطينيين إلى الأقصى، حيث تقوم بتكثيف إجراءات التفتيش وتوزيع أوامر الإبعاد على مصلين وصحفيين وموظفين في دائرة الأوقاف الإسلامية.
وفي تقرير نشرته وزارة الأوقاف الفلسطينية، أكدت أن المستوطنين اقتحموا الأقصى 21 مرة خلال شهر مارس الماضي، الذي تزامن مع شهر رمضان، فيما قامت منظمات متطرفة مثل "جبل الهيكل" بتنظيم حملات استفزازية بالشراكة مع شرطة الاحتلال.
وفي مؤشر مقلق، كشفت محافظة القدس أن أكثر من 13 ألف مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى في الربع الأول من العام الحالي، ما يشير إلى تصاعد الهجمات على المقدسات الإسلامية في القدس.
العدوان في جنين وطولكرم.. تصعيد عسكري متواصل على الأرض
على صعيد آخر، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها العسكرية في مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية، حيث تركزت الحملة في منطقة المخيم ومخيم نور شمس في طولكرم، ما أسفر عن استشهاد 13 فلسطينيًا، بينهم طفل وامرأتان، في الأسابيع الماضية.
وتستمر هذه العمليات العسكرية على مدار 70 يومًا، وسط حملات دهم واعتقالات عشوائية للمدنيين الفلسطينيين.
وقال شهود عيان في جنين إن قوات الاحتلال أطلقت النار على فلسطيني بالقرب من قرية رمانة غربي المدينة، مما أسفر عن إصابته بجروح خطيرة.
كما اعتقلت القوات الإسرائيلية عددًا من الشبان الفلسطينيين خلال اقتحامها حي الجابريات في المدينة.
وفي وقت لاحق من مساء أمس، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن ثلاثة فلسطينيين أصيبوا بجروح متفاوتة جراء اعتداء قوات الاحتلال عليهم في منطقة واد أبو الحمص قرب قرية النعمان شرق بيت لحم، حيث استهدفت القوات العمال الفلسطينيين الذين كانوا في طريقهم إلى أماكن عملهم في القدس.
التوسع في الاعتقالات والإجراءات الانتقامية ضد الفلسطينيين
واستمرارًا لسياسة القمع والانتقام الجماعي، أقدمت قوات الاحتلال على اعتقال الآلاف من الفلسطينيين منذ بداية العام الجاري، حيث بلغ عدد المعتقلين 15 ألفًا و700 فلسطيني، وفقًا للمعطيات الرسمية الفلسطينية.
وإلى جانب الاعتقالات، تتواصل حملة التنكيل بالمواطنين الفلسطينيين من خلال عمليات هدم واسعة للمنازل واعتداءات على الأراضي الزراعية، حيث قامت مجموعة من المستوطنين في بلدة أم صفا شمال رام الله بتدمير أشتال الزيتون، في محاولة لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم وفرض واقع جديد يضمن الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة.
تزايد الأعباء على الفلسطينيين.. هجمات متواصلة وتحديات كبيرة
تصاعدت الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس خلال الأسابيع الماضية، وتزامن ذلك مع زيادة في عمليات الإخلاء والهدم التي تندرج في إطار سياسة إسرائيلية ممنهجة لتهجير الفلسطينيين وتهديد هويتهم الوطنية.
وفي هذا السياق، تواصل المنظمات الفلسطينية والأممية التحذير من التصعيد المتواصل في المنطقة، داعية المجتمع الدولي للتدخل بشكل عاجل لوضع حد لهذا التصعيد الذي يعرض حياة المدنيين الفلسطينيين للخطر ويزيد من معاناتهم اليومية.