في إشارة إلى حديث "الداعية" الكويتي عثمان الخميس الذي قال إنه يرى "حمــاس" فرقة منحرفة سلكت طريقاً سيئاً" مضيفا استمراره في رأيه حتى وإن انتهت الحرب حتى يعدلوا! رد كويتيين وبين دعاة وأكاديميين يفندون إنحراف من اتهم مقاتلوا الصهاينة بالانحراف!
وقال الداعية الكويتي عادل العازمي حول هذا المعنى ردا منه على "الخميس": "اتهام رجال الله بالانحراف هو انحراف بحدّ ذاته"
وقال السلفي الكويتي عادل العازمي بعد تصريح عثمان الخميس لوصف حركة حماس بالفرقة المنحرفة: "لقد أخطأت، والقدسية للحق لا للخلق".
ولاحقت الانتقادات الخميس لتزامن تصريحاته مع إنجاز المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى في غزة، واشتراط "إسرائيل" إلقاء حماس للسلاح لاستكماله.
وعبر @alazmi_3del قال العازمي "الشيخ الجليل عثمان الخميس تاج على رؤوسنا، نحبه في الله حبًا جمًا ولو كان العمر يوهب لوهبته له شيئًا من عمري لكن الحق أحب إلينا. ومن كمال محبتنا له نقول: يا شيخنا ووالدنا وقدوتنا لقد أخطأت، فالقدسية للحق لا للخلق.".
https://x.com/alazmi_3del/status/1895827807667962089/photo/1
الأكاديمي الكويتي د. خالد عبيد العتيبي هو استاذ مشارك، مهتم ب(التمويل الإسلامي، الإدارة، العمل التطوعي، المسؤولية المجتمعية، الحوكمة، تطوير الذات)، ومدرب بحسب حسابه على إكس @khaledob.
وقال العتيبي الذي كان يشارك فيديوهات منسوبة لعثمان الخميس عن قتل المسلمين وحرمته تحت عنوان "أخطأ الشيخ #عثمان_الخميس .. (نحن لا نقدس أحدا)".
وفي سرد فند فيه الداعية الكويتي خالد بن عبيد الاتهام الذي سقط فيه الخميس فكان أكثر شبها بعبد العزيز الخميس الكاتب السعودي المتصهين قال "العتيبي": "حماس ليست فرقة، بل هي جماعة من المسلمين، و ليست منحرفة، هي على مذهب أهل السنة و الجماعة .. أما علاقتهم بإيران فهو موقف سياسي يخضع للمصالح السياسة للدولة و هم بذلك لم يقدموا أي تنازلات.. مجرد شكر و بيانات سياسية !".
وأضاف ".. كل الدول العربية تربطها علاقات بإيران و روسيا و أمريكا .. الخ و لم يقل أحد شيء في حقهم، لماذا حماس صارت منحرفة لأنها "ارتمت" بحضن إيران و غيرها حلال عليه يرتمي في كل الأحضان بل و في أحضان الصهاينة، و لا أحد يجرؤا أن ينتقدهم بكلمة!.. ثم أين الحضن العربي عن دعم غزة، لماذا لم نسمع انتقادا لمن يحاصر غزة و يطبع مع الصهاينة من العرب؟!".
ووجه نصيحة لعثمان قائلا: "يكفي حماس أنها قدمت خيرة قادتها شهداء و هي تقاتل الصهاينة المحتلين دفاعا عن مسري النبي ﷺ .. حماس بوصلتها منضبطة مستقيمة.. حين انحرفت بوصلة الآخرين!.. أرى أنك جازفت في كلامك و أنت تملك الشجاعة للرجوع إلى الحق!".
واستند في حجته إلى قول الإمام مالك إمام دار الهجرة :"كلّ إنسان يؤخذ من كلامه و يردّ إلا صاحب هذا القبر." وأشار إلى قبر النبي ﷺ مضيفا "وعليه فلا بأس أن نقول أخطأ الشيخ #عثمان_الخميس في وصفه لحماس، فهو بشر يصيب و يخطأ .. ليس معصوما، ننتقده بأدب و لا نقبل الإساءة إليه بالتجريح و الطعن في نيته .. فهو صاحب علم و فضل.. وصلتني بعد الردود و الاعتراضات المكررة جدا و التي سئمنا من توضيحها في مناسبات عديدة، و معظمها خلط متعمد للأوراق، بين المواقف السياسية البراغماتية، والمواقف العقدية، وهذا يستوجب التفنيد وفق النقاط التالية:
- العلاقة بين حماس وإيران: ضرورة وليست ولاءً
- حماس لم تختر إيران خيارًا أيديولوجيًا، بل فرضت عليها الضرورة ذلك بعد تخلي الدول العربية عنها.
- العلاقة بين حماس وإيران ليست علاقة تبعية دينية، بل علاقة مصلحة سياسية، كما هو حال أغلب الدول في تعاملها مع قوى كبرى تختلف معها عقائديًا.
- لو كان الدعم العربي قائمًا، لما اضطرت حماس إلى البحث عن دعم من إيران أو غيرها. - مسألة الترحم على سليماني وغيره
- الترحم على شخص لا يعني تأييد كل أفعاله، بل قد يكون بسبب موقف محدد خدم به القضية الفلسطينية.
- العديد من القادة السياسيين، حتى المختلفين فكريًا، يجاملون بعضهم في التصريحات الدبلوماسية، وهذا لا يعني الاتفاق التام.
- الدول العربية نفسها تتعامل مع إيران، بل وتوقع معها اتفاقيات سياسية واقتصادية، فلماذا يُستنكر على حماس ما يُقبل من غيرها؟ - لماذا يتم تجاهل التطبيع مع إسرائيل؟
- هناك أنظمة عربية طبّعت مع إسرائيل، فتحت سفاراتها، وتحالفت معها ضد المقاومة الفلسطينية، فلماذا لا توجه الانتقادات إلى هؤلاء؟
- إن كان التطبيع مع إيران خيانة، فكيف يكون التطبيع مع العدو الصهيوني مبررًا؟ - ماذا عن جرائم إيران في سوريا؟
- حماس حركة مقاومة فلسطينية، وليست مسؤولة عن سياسات إيران الإقليمية، وهي غير معنية بالمواقف الدولية بقدر ما تركز على تحرير فلسطين.
- انتقاد حماس لأنها تقبل الدعم الإيراني، في حين لا أحد يدعمها عربيًا.
وخلص إلى أن:
- حماس علاقتها بإيران مصلحية، وليست ولاءً أيديولوجيًا.
- الترحم على سليماني كان مجاملة سياسية، وليس تبنيًا لعقيدته و نحن لا نقر ذلك و لا نوافقه و لكنه اجتهاد لهم في ظروف هم أعلم بها.
- لو دعمت الدول العربية حماس، لما احتاجت للجوء إلى إيران.
- الأولى انتقاد المطبعين مع إسرائيل، لا من يبحث عن سلاح لمقاومتها.
العدو واضح، فلا تخلطوا الأوراق!
واستطرد العتيبي أن "معظم الحسابات الوهمية التي تهاجمني هي #ذباب_الكتروني، يلوك كلاما قتل ردا و بحثا، كانوا يصفون #الجولاني بالإرهابي و التكفيري و جبهة النصرة و أحرار الشام بالخوارج المارقين عن الاسلام ثم فجأة بعد سقوط بشار حذفوا كلامهم و أصبحوا يطبلون للجولاني، و هو الرئيس السوري المحترم #أحمد_الشرع وفقه الله وسدده.
وأوضح أنه "وهذا يعني أن مواقفهم لم تكن مبنية على مبادىء شرعية و أخلاقية؟! مجرد مواقف سياسية تتقلب ١٨٠ درجة!
وجدد الخلاصات باستفاضة.. أن:
- حماس ليست أداة لإيران، بل هي حركة مقاومة فلسطينية سنية مستقلة، نشأت قبل أن تتلقى أي دعم إيراني. دعمها من إيران جاء بسبب تخلي العالم العربي عن المقاومة، وليس بسبب أي ولاء مذهبي أو تبعية سياسية.
- اتهام حماس بأنها أداة لتنفيذ مخطط إيراني هو ترديد لرواية إسرائيلية، والواقع يثبت أن العدو الأول لإسرائيل هو حماس والمقاومة الفلسطينية، وليس إيران التي لم تحارب إسرائيل مباشرة منذ عقود!
- إن كان دعم إيران لحماس خيانة، فماذا عن دعم بعض الدول العربية لإسرائيل بالتطبيع والصفقات الاقتصادية والعسكرية؟ أم أن المشكلة فقط عندما يتعلق الأمر بالمقاومة؟
أغبى الردود
وأشار العتيبي إلى أنه "من أغبى الردود التي وصلتني .. يقولون الشهيد البطل #يحيى_السنوار_شهيد_الامة هو من قتل أهل غزة و تسبب بهذه الكارثة! " موضحا أن "هذا منطق مقلوب! هل نحمل قائد المقاومة مسؤولية قتل الاحتلال لأهل غزة؟! الاحتلال هو القاتل، والمقاومة تدافع عن شعبها، ولو لم تكن هناك مقاومة، لاستمر القتل بلا أي رد.".
وأبان أنه "- إذا كان السنوار قاتل لأنه يقود المقاومة، فماذا عن الصهاينة الذين يقتلون الفلسطينيين منذ 75 عامًا؟! هل كان الفلسطينيون يقاتلون في النكبة والنكسة وقبل انطلاق المقاومة المسلحة؟ لا، ومع ذلك ذبحهم الاحتلال بلا رحمة. ".
وأضاف أن "- المقاومة خيار الشعوب الحرة، ومن يرفضها فعليه أن يقدم بديلاً غير الاستسلام!".
الدفاع عن المجاهدين
واستفاض العتيبي في الدفاع عن حماس وكشف أن ذلك لأن:
- الذب عن المجاهدين واجب، كما هو الذب عن أي مسلم مظلوم، فكيف إذا كانوا يدافعون عن الأمة ومقدساتها؟
- المجاهدون في فلسطين يتعرضون لحرب عسكرية وإعلامية معًا، حيث يسعى الاحتلال وأعوانه لتشويه صورتهم وضرب حاضنتهم الشعبية، والوقوف في وجه هذا الظلم واجب شرعي وأخلاقي.
- النبي ﷺ قال: “من رد عن عرض أخيه، رد الله عن وجهه النار يوم القيامة.” فكيف بمن يرد عن من يدافع عن الإسلام والمسلمين؟!
- الدفاع عن المقاومة ليس مجرد موقف سياسي، بل هو انحياز للحق ونصرة للمظلومين، ومن أراد نقدها، فليكن نقده موضوعيًا لا طعنًا وتشويهًا يخدم العدو و في هذا التوقيت بالذات!
وأردف، "وهذا أقل ما نستطيع فعله، و غفر الله لنا تقصيرنا في حق هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بالنفس و النفيس و فعلوا في الصهاينة ما لم تفعله الجيوش العربية مجتمعة!".
الانحراف العقدي
وعن الاتهام بالانحراف العقدي الذي وجهه الخميس قال خالد بن عبدي أن "البعض جعل من كلمة التوحيد و العقيدة مبتذلة مع الأسف! " مؤكدا أن "التوحيد ليس شعارًا يُستخدم لضرب المقاومة وتشويه المجاهدين، بل هو منهج يقتضي نصرة المظلومين والوقوف ضد المحتلين.".
وشدد على أنه "إن كان معيار الإنكار هو “وضع اليد بيد الفرق الضالة”، فلماذا لا نسمع نفس الحدة تجاه من وضع يده بيد الصهاينة؟!.. لماذا يتم التغاضي عن التطبيع العلني مع إسرائيل وفتح السفارات والتعاون الأمني والاقتصادي معها؟.. لماذا يُهاجم من يقاتل الاحتلال، بينما يُبرر لمن يطبع معه ويعطيه الشرعية؟!".
وخلص مجددا إلى أن " منطق الازدواجية في المعايير لا يخدم إلا العدو، فانتبهوا لمن تُصوّبون سهامكم!".
خطورة التصريح
وعن خطورة تصريح الخميس، أشار إلى أنه "لا تزال الردود تتوالى علي بين مؤيد ومعارض، لكن المسألة ليست مجرد رأي و انتقاد سياسي، بل هي أخطر من ذلك بكثير! " مضيفا "ما يجري هو تعزيز مباشر للرواية الصهيونية التي طالما سعت لفصل #حماس عن حاضنتها الشعبية، والترويج لفكرة أنها لا تمثل #غزة، ولا تمثل الإسلام “الحقيقي”، مع الدعوة إلى تفكيك المقاومة ونزع سلاحها.".
واستدل باحتفاء الصهاينة قائلا: "هذه الأطروحات لم تكن بحاجة إلى من يروج لها من الداخل، لكنها قُدمت على طبق من ذهب عبر تصريحات الشيخ #عثمان_الخميس، فانطلقت بها الدوائر الصهيونية وأبواقها الإعلامية فرحًا، وكأنها وجدت تأكيدًا شرعيًا لروايتها! .. لقد حذرنا منذ البداية من خطورة مثل هذه التصريحات، لأنها تمنح الاحتلال ما لم يكن يحلم به، خاصة عندما تصدر عن رمز إسلامي له قبوله بين المسلمين.".
وأكمل أن "المقاومة الفلسطينية تواجه حربًا عسكرية وإعلامية شرسة، ولكن الأخطر من ذلك هو الحرب الفكرية التي تهدف إلى عزلها وتشويهها من الداخل. وما وقع فيه الشيخ عثمان الخميس، سواء عن قصد أو عن غير قصد، هو خذلان وفتنة كبيرة، لأنه قدم للصهاينة دعمًا دعائيًا لم يكن ليحصلوا عليه حتى من ألد أعداء المقاومة.".
ونصح العتيبي الكويتي الخميس أن يعي أن "العدو واضح، لكن الأخطر هو أن يتبنى بعضنا خطابه دون أن يشعر، فيصبح سهماً في يده دون أن يدرك حجم الكارثة التي يساهم فيها!.. يا ليت فضيلتك تعي خطورة ما قلت @othmanalkamees و تتراجع عن قولك، حتى لا تكون خنجرا بيد الصهاينة ضد إخوانك المرابطين المجاهدين في غزة!.. والله يعز علينا موقفك هذا من باب النصح و الأخوة!
https://x.com/khaledob/status/1896160830074278050
وفي 2 أغسطس الماضي نشر العتيبي @khaledob "الشيخ عثمان الخميس: من يفرح بمقتل المسلمين على أيدي الكفار ليراجع إيمانه و عقيدته "الولاء والبراء" لأن هذه ردة!".
https://x.com/khaledob/status/1819344037037462007
علي السند
الأكاديمي والإعلامي الكويتي د.علي السند أستاذ مساعد في الدراسات الإسلامية ودكتوراة في الفلسفة الإسلامية وبكالوريوس في الشريعة ومقدم برنامج "موازين " وعبر @ajamawazeen أشار @al_snd إلى أنه "أحيانا يكون التفريق بين "المقاومة" و "أهل غزة" نوعا من الحيلة النفسية للهروب من عبء تأييد المقاومة لاعتبارات سياسية، مع الاحتفاظ بمساحة "آمنة" للتعاطف العام!".
وتابع: "الحقيقة أن المقاومة في غزة ليست مجموعة مسلحة معزولة عن المجتمع، بل هي امتداد طبيعي له، وهو حاضنتها الداعمة، هو منها وهي منه.. فلا تكاد تجد عائلة غزاوية إلا ولها ابن أو قريب في صفوفها، ولا يكاد تمر على بيت دون أن تكون له علاقة بشهيد أو أسير مقاوم.".
ورأى @al_snd أنه "يكفي النظر في قوافل الشهداء، لنجد فيها قيادات المقاومة وأبنائهم وأهلهم جنبا الى جنب مع بقية أهل غزة (هذا إن سلمنا بفكرة التفريق).. ماسبق لا ينفي وجود مكونات سياسية في غزة (أغلبها من أنصار السلطة الفلسطينية وكوادر فتح) لا تتفق مع نهج المقاومة، لكنهم يبقون فئة وسط محيط شعبي واسع يحتضن ويدعم هذا الخيار، حتى لو حاولت بعض الأصوات الاعلامية تغييب هذه الحقيقة.".
وأعتبر السند أن "التفريق بين المقاومة وأهل غزة هو تفريق لا يستند إلى الواقع، بل هو أقرب لمحاولة إراحة الضمير من ثقل الخذلان!".
https://x.com/al_snd/status/1895895685033345214
