في مشهد يعكس حالة التوتر الأمني المتزايد في محافظات الصعيد، تحولت قرية العفاردة بمركز ساحل سليم، محافظة أسيوط، إلى ساحة مواجهة عنيفة بين قوات الشرطة وعائلات كبرى، مما أسفر عن سقوط قتلى ومصابين، وسط تصاعد أعمال العنف لتمتد إلى قرى مجاورة، ودفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات استثنائية.
ساعات من الرعب.. تفاصيل المواجهة
اندلعت الاشتباكات مساء السبت واستمرت حتى مساء الأحد، حيث استخدمت الأسلحة النارية بكثافة، ما دفع وزارة الداخلية إلى الاستعانة بوحدة "بلاك كوبرا" المتخصصة في التعامل مع العناصر الخطرة.
وأفاد شهود عيان أن أصوات الرصاص ترددت في أنحاء القرية، فيما ساد الذعر بين السكان، خاصة مع قطع التيار الكهربائي عن ثلاث قرى مجاورة هي العفاردة والتناغة والجمايلة، وهو ما أدى إلى تفاقم حالة التوتر.
روايات متضاربة.. اتهامات متبادلة بين العائلات والأمن
وفقًا لرواية أحد وجهاء العائلات بالقرية، فإن المواجهة جاءت كرد فعل على ما وصفه بـ"الظلم الأمني" الذي تعرضت له أسرته، مشيرًا إلى سقوط ضحايا من عائلته برصاص قوات الأمن، وأكد في تصريحات تحذيرية امتلاك العائلات أسلحة متطورة، مهددًا باستخدام "غازات سامة" إن استمرت المداهمات الأمنية.
على الجانب الآخر، جاء بيان وزارة الداخلية ليؤكد أن المواجهات اندلعت بسبب اشتباكات بين عائلتين في القرية، وأن قوات الأمن تدخلت للفصل بينهما، لكنها تعرضت لإطلاق نار كثيف من قبل عناصر إجرامية خطرة، مما اضطرها للرد.
كما أشار البيان إلى أن القوات لا تزال تحاصر المنطقة لضبط الخارجين عن القانون، وسط استمرار حملات المداهمة.
أزمة أمنية متفاقمة.. تكرار السيناريو في الصعيد
لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها في الصعيد خلال الأشهر الأخيرة، إذ شهدت مناطق عدة مواجهات بين قوات الأمن وعائلات مسلحة، مما يثير تساؤلات حول تصاعد العنف وانتشاره.
ويرى أمنيون أن هذه الأحداث تعكس صعوبة فرض السيطرة الأمنية في بعض المناطق الريفية، حيث تلعب العائلات الكبرى دورًا مؤثرًا، وغالبًا ما تشتعل الصراعات بسبب الثأر والنفوذ.