قالت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، نقلاً عن مسؤولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب، إن فكرة الرئيس بالسيطرة على قطاع غزة تشكلت أخيرًا وعرضها على مساعديه وحلفائه في الأيام الأخيرة، ووصف المسؤولون الاقتراح بـ"المتماسك"، في حين أكدت الصحيفة أن المسؤولين من خارج الدائرة المقربة لترمب لم يعلموا بالفكرة خلال التخطيط للاجتماع مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين بنتنياهو.

وأضافت أن فكرة ترامب أدهشت الجميع بما في ذلك أكثر مقربيه، إذ وصف أحد جامعي التبرعات الموالين لإسرائيل والذي شارك في جمع الأموال للرئيس لسنوات، فكرة ترامب بأنها "مجنونة"، مشيرًا إلى أن مثل هذا النوع من السياسة قد يستغرق أكثر من عام لإكماله مع وجود كثير من المتغيرات المجهولة التي قد تجعل تنفيذ الفكرة بسلاسة صعبًا.

ورأت الصحيفة أن الرئيس ترامب روج في حملته الانتخابية لتقليص دور أميركا في الخارج. ولكن منذ توليه منصبه، صاغ رؤية عالمية أقرب في بعض الأحيان إلى التوسعية منها إلى الانعزالية.وتشكلت لديه فكرة للسيطرة على غزة في حين كان يروج لإنهاء التورط في الصراعات الخارجية!

وفي حين لاقت اقتراحات ترامب خلال الفترة الماضية، مثل ضم كندا والاستحواذ على جزيرة غرينلاند، والسيطرة على قناة بنما، رفضًا كبيرًا، بحسب الصحيفة.

ونقلت "و.س. جورنال" مجددًا عن مستشار لترامب بشان اقتراحه الأخير بشأن غزة "إنه جاد للغاية بشأن هذا الأمر". ويُظهِر اقتراح ترامب بشأن غزة، بحسب الصحيفة، أن الرئيس يعتمد على تاريخه الطويل باعتباره رجل أعمال ومطور عقارات، وينظر إلى العالم باعتباره مجالاً لتوسيع نفوذ أميركا وتعزيز إرثه، واثقًا من فوزه المريح في نوفمبر العام الماضي الذي يوفر له الغطاء السياسي للتصرف كما يحلو له.

ورغم أن تفاصيل رؤية ترامب الكاملة لغزة قد لا تكون واضحة، إلا أنه قال في العشرين من يناير للصحافيين بعد أدائه اليمين إن موقع غزة مثير للاهتمام، معتبرًا إياها منطقة ذات موقع مميز على البحر، وتتمتع بمناخ رائع. وعندما سُئل عما إذا كان سيساعد في إعادة إعمار القطاع، قال ترامب: "ربما".

ونقلت الصحيفة عن شخص مطلع، إن ترامب أخبر نتنياهو في مكالمة هاتفية في أواخر الصيف بأن قطاع غزة قطعة عقارية جيدة وطلب منه التفكير في أنواع الفنادق التي يمكن بناؤها هناك. في غضون ذلك، وصف السفير الأميركي في إسرائيل دان شابيرو أثناء إدارة أوباما، اقتراح ترامب بأنه غير جاد، مشيرًا إلى التكاليف الباهظة المحتملة، سواء المالية أو من حيث التدخل العسكري الأميركي، عدا عن غياب الدعم من الحلفاء الإقليميين الرئيسيين.

وكان ستيف ويتكوف، مطور العقارات الذي اختاره ترامب مبعوثًا له إلى الشرق الأوسط، قد أخبر الرئيس بعد جولة في غزة بأنها غير صالحة للسكن بفعل الدمار الواسع، وتساءل عما إذا كان من الإنساني السماح للناس بالعيش هناك قبل إعادة بنائه، بحسب الصحيفة.

وقال ترامب في لقائه نتنياهو إن الولايات المتحدة ستسيطر على غزة وتمتلكها، وأضاف خلال المؤتمر الصحفي المشترك في ختام محادثات بينهما: "الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة وسنقوم بعمل هناك أيضًا. سوف نمتلكها. وسنكون مسؤولين عن تفكيك كل القنابل غير المنفجرة والأسلحة الأخرى الخطيرة في هذا الموقع".

وأضاف: "سنسوي الموقع بالأرض ونوجد تنمية اقتصادية"، مشيرًا إلى أن بلاده تتطلع إلى ملكية طويلة الأمد لقطاع غزة، وقال إن من شأن ذلك أن يخلق "آلاف الوظائف".

وقال نتنياهو خلال المؤتمر الصحافي إن أحد أهدافه الرئيسية بشأن غزة هو "ضمان عدم وجود إرهابيين في غزة مرة أخرى"، على حد تعبيره. وأضاف "ترامب أخذ ذلك إلى مستوى أعلى بكثير"، مشيرًا إلى أن فكرة ترامب "يمكن أن تغير التاريخ".

https://www.wsj.com/politics/policy/trump-campaigned-on-ending-foreign-entanglements-now-he-wants-to-own-gaza-15fb0c39?mod=WSJ_home_mediumtopper_pos_1