عبّر الكاتب الصحفي جمال سلطان، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة المصريون في تغريدة لافتة، عن أزمة الثقة العميقة بين السلطة والشعب، متسائلًا: هل يمكن الاصطفاف خلف سلطة لم تترك مجالًا للثقة، بل عمّقت الفجوة بالغدر والقمع والبطش؟
بين الضغوط السياسية والواقع القمعي
جاءت تصريحات سلطان في سياق الضغوط التي مارستها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على السيسي، والتي أثارت تساؤلات حول ضرورة الاصطفاف الوطني في مثل هذه الظروف.
غير أن سلطان يرى أن العقبة الكبرى أمام هذا الاصطفاف ليست فقط التدخلات الخارجية، بل حالة القمع الداخلي المستمرة، والتي تجعل من الالتفاف حول السلطة أمرًا صعبًا إن لم يكن مستحيلًا.
بحار من القمع وانعدام الثقة
يؤكد سلطان أن الثقة بين الشعب والسلطة باتت شبه معدومة بسبب سلسلة طويلة من الانتهاكات، التي شملت الاعتقالات التعسفية، والمحاكمات الجائرة، والسجون التي تبتلع الشباب والنساء والشيوخ بلا تمييز، بالإضافة إلى منافي الطرد التي طالت كل من تجرأ على قول "لا"، هذه الممارسات، وفقًا له، لا تترك أي مجال للحديث عن اصطفاف أو وحدة وطنية، حيث باتت السلطة ترى كل معارض خطرًا يجب استئصاله.
سلطة لا تقبل الاصطفاف
في تحليله للوضع الراهن، يشير سلطان إلى أن الاصطفاف لا يمكن أن يكون إلا خلف سلطة شرعية وطنية تحترم الدستور والقانون وحقوق الإنسان.
أما في الحالة فإن النظام الحالي لا يسمح بوجود أي طرف آخر في المشهد، حتى من كانوا شركاء له في بداياته، وهو ما يعكس سياسة الإقصاء التي يتبعها النظام، حيث لا يقبل برأي مخالف، ولا حتى بمشاركة رمزية في السلطة.
بين الاصطفاف القسري والخيار الوطني
يرى سلطان أن الاصطفاف الحقيقي يجب أن يكون مع سلطة جاءت بإرادة الشعب، تحترم حقوقه وتصون حرياته، لا مع سلطة قامت على القوة العسكرية والبطش والترويع، فالأنظمة التي تتعامل مع الدولة وكأنها غنيمة حرب، تستأثر بثرواتها لنفسها ومحاسيبها بينما تترك الشعب يعاني الفقر والجوع، لا يمكن أن تتوقع ولاءً حقيقيًا أو اصطفافًا وطنيًا صادقًا.